بلدية ضعيفة الإمكانيات والمداخيل لم تتعد نسبة الاستخلاص بها 6% بعد الثورة، قليلة التجهيزات، لم تعد قادرة على السيطرة على الوضع البيئي ولم تعد بإمكانها تنظيف البلدة، فتكدست الفضلات في أماكن مختلفة وفي اغلب الأحياء. كادت أن تغلق بعض الشوارع على أطراف البلدة شمالا وجنوبا. هذا الوضع البيئي الخطير لم يحرك ساكنا لدى الأحزاب المتواجدة بالجهة ولا الجمعيات في ظل عجز البلدية عن توفير وسط بيئي سليم ينعم فيه المواطن بالعيش الكريم الذي ينشده .وما يزيد من صعوبة تدخل البلدية عدم وجود من يسيرها فبعد الثورة انسحب الأعضاء وبقي رئيسها يديرها من بعيد إلى الآن لأن النيابة الخصوصية التي سمعنا انه تم تشكيلها لم تباشر عملها بعد.
هذا الغياب اثر سلبا على البلدية وأنشطتها خاصة المتعلقة بالجانب البيئي واقتصر دورها على استخراج الوثائق مع رفع القمامة من أمام البيوت. ونظرا لحماسة بعض الموظفين بالبلدية حاولوا مرارا إقامة حملات نظافة لكن في كل مرة تكون محتشمة ولم يساهم المواطنون فيها بالشكل المطلوب، فالمواطن بسيدي علي بن عون نسي أن له دورا في الحفاظ على سلامة الوسط الذي يعيش فيه وان لا يرمي الفضلات متى شاء في أي مكان، بل عليه أن يلتزم برمي الفضلات في الأماكن التي تخصصها البلدية، وان يكون رقيبا على نفسه. وللبلدية ادوار في القيام بأعمال النظافة ورفع القمامة من أمام البيوت والقضاء على المصبات العشوائية المتناثرة وان تسعى إلى القيام بحملات نظافة دورية وتحسس المواطن بضرورة المشاركة الفعالة لمعاضدة مجهوداتها. فالحملة الأخيرة التي دعا إليها السيد رياض عبدلي عون التراتيب الذي استعان ببلدية بئر الحفي حيث ساهمت بجرارين، وآخر على ملك احد المواطنين بالبلدة والبقية ما تملك البلدية من تجهيزات متواضعة.
«الشروق» كانت حاضرة على عين المكان ولم تلحظ مشاركة المواطن في هذه الحملة التي ساهم فيها عمال النظافة التابعين للبلدية ،رغم علم الجميع بموعد هذه الحملة كما أكد السيد رياض، وانه محبط لعدم مساهمة المواطن في تنظيف محيطه وإلقاء الحمل على البلدية التي عجزت تماما عن القضاء على المصبات العشوائية التي تناثرت وازدادت بشكل غير مسبوق. النظافة مسؤولية الجميع ومخطئ من يتصور أن البلدية لوحدها قادرة على توفير محيط نظيف فلا يكون ذلك إلا بتضافر مجهودات الجميع. فعلى المواطن أن يشعر بالخطر الذي يتهدده من جراء رميه للفضلات في كل الأماكن وان يعي مسؤوليته تجاه الآخرين لينعم الجميع بفضاء بيئي سليم .