عادت «الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بالقيروان» الى النشاط وعقدت مؤخرا لقاء بمقرها للحديث عن التجربة السابقة والتأسيس لمرحلة مقبلة. «لا مجال للارتجال ولا للمحاصصة السياسية». ويبقى التساؤل المطروح هنا هو أي مستقبل للهيئة المستقلة للانتخابات؟ حضر اللقاء أنور حسن عضو الهيئة المركزية للهيئة العليا المستقلة للاشراف على انتخابات 23 اكتوبر 2011، وأعضاء الهيئة الفرعية بالقيروان وأعضاء من المجلس التأسيسي وممثلي الأحزاب السياسية والجمعيات وممثلي المجتمع المدني بالجهة.
وتطرق السيد أنور حسن إلى أبرز الصعوبات والعراقيل التي واجهت أعمال اللجان الفرعية وأشار في كلمته إلى أهمية الاستمرارية في العمل وضرورة نقل الخبرات التي تم اكتسابها إلى الهيئة القادمة لتسهيل أعمالها بغض النظر عن الأشخاص والتركيبة إذ أن منظومة الاقتراع والفرز تتطلب تظافر جهود أكثر من 60 ألف متدخل وليس من السهل إدارة مثل هذه الموارد البشرية الضخمة بدون خبرة. أقر بوجود بعض التجاوزات والأخطاء في أعمال الهيئة ولكن ذلك لا يقلل من أهمية الانجاز الذي حققته ودعا إلى ضرورة أن تكون المشاريع المقدمة على المجلس التأسيسي لسن قانون تحدث بمقتضاه هيئة عليا دائمة للإنتخابات ذات إدارة احترافية لأنه لا يسمح في المستقبل بالارتجال ولا بالأخطاء وذلك لأهمية المواعيد الانتخابية القادمة في تقرير مستقبل البلاد الديمقراطي.
كما أكد أحمد الكيلاني رئيس الهيئة الفرعية بالقيروان حرص الهيئة (حاليا متطوعة) على تسليم الأمانة للهيئة الدائمة التي سيتم إنشاؤها وأشار إلى أن هناك من بقي يعمل منذ تاريخ 1 جانفي 2012 بصفة تطوعية.
وخلال النقاش المفتوح أشار بعض المتدخلين إلى أهمية تواصل عمل الهيئات الفرعية بتركيبتها السابقة لأنها أثبتت كفاءتها ونزاهتها واكتسبت خبرة تسهل تنظيم المواعيد الانتخابية القادمة في حين حذر البعض الآخر من المتدخلين من خطر المحاصصة الحزبية في الهيئة المزمع إنشاؤها مستقبلا خلفا للهيئة المتخلية وخطر ذلك على المستقبل الديمقراطي في البلاد في حين دعا السيد بلال البصلي (جمعية مدنية) إلى عدم جعل مسألة المحاصصة حجر عثرة أمام تكوين هذه الهيئة.
محاصصة سياسية؟
السيد الحبيب الهرقام (عضو التأسيسي من كتلة التكتل) أشار إلى شروع لجان المجلس التأسيسي في تدارس بعض المقترحات لتكوين هيئة انتخابية مستقلة ودائمة وبين أن اللجان المتخصصة ستبدأ النظر في جزئيات تكوينها من حيث التركيبة وآليات العمل والتمويل والمدة المقترحة لعملها كما أشار إلى وجود مقترح لتمثيل كل كتلة حزبية بشخص واحد إضافة إلى تمثيل الأحزاب الأخرى والجمعيات من خارج المجلس التأسيسي.
السيد محمود قويعة (عضو التأسيسي من كتلة النهضة) أكد على ضرورة الابتعاد عن تسميم الأجواء بمثل هذه الافتراءات وأكد على أن حركة النهضة ضد المحاصصة الحزبية ومن المهم أن تكون الهيئة القادمة محل توافق الجميع والإشكال سيبقى تقنيا فحسب والعمل سيكون للتوافق على آلية إقرار هذه الهيئة حتى نتوصل إلى آلية معقولة تثبت مبدأ الاستقلالية والحياد وختم مداخلته بقوله « نحن قادرون على تأمين هيئة عليا مستقلة محل توافق الجميع» وذلك في سياق رده على بعض من اتهموا حزبه بالعمل على فرض واقع جديد وتركيبة على قياس النهضة.
وقد اختتم اللقاء بعرض شريط وثائقي من إنجاز الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يلخص أعمالها .