أيام قليلة قبل عيد الاضحى يقدم بعضهم على التزوّد ببعض الاعشاب والحشائش لتفادي مشكلة صحية اسمها سوء الهضم. تجار سوق البلاط بتونس العاصمة يؤكدون أن مثل هذه الاعشاب تسهم بالفعل في تيسير الهضم لكن ما هو رأي الطب في ذلك؟ وتعلق على واجهات المحلات حزم من الاعشاب تحوّل سوق البلاط بالعاصمة الى مزيج من روائح عشبية مختلفة. وحتى القاصدين لهذا المكان اختلفت غاياتهم باختلاف الاعشاب. بعضهم فقد أمله ي أدوية المستشفيات فجاء يمنّي النفس بعشبة تقضي على مرضه وبعضهم الآخر تركز اهتمامه ونحن على مشارف عيد الاضحى على أعشاب أخرى تقيه متاعب الهضم. ويحدثنا بدر الدين الفورتي وهو أحد التجار هناك عن مدى مفعول مثل هذه الحشائش فيقول: «إنها بالتأكيد ذات مفعول إيجابي على الجهاز الهضمي ونلحظ إقبالا عليها هذه الايام، من بين هذه الاعشاب مثلا نجد «الحلحال» يؤتى بها من شمال البلاد من زغوان والفحص وهو من الاعشاب التي يجب تغليتها في الماء قبل شربها والمثل يقول: «إذا ضاق عليك الحال... عليك بالحلحال» لانه يساعد على الهضم... «الزنجبيل» أيضا يقع رحيه وأكله مع العسل اضافة الى الاكليل والزعتر وهي كلها تسهل عملية الهضم وتعطي نكهة وطعما خاصا»... عبد الرزاق بحر هو تاجر آخر بالسوق رابض هناك منذ سنين طويلة هو بحر كما يدل لقبه على ذلك في الاعشاب ملمّا بكل أنواعها مدركا لك رد منافعها يقول: «لا دخل للزنجبيل في عملية الهضم لا توجد إلا عشبتين تسهلان الهضم أولها «زعتر ملوك» والتي يقع تغليتها وشربها بعد أكل اللحم (مثل التيزانة)، هي تعرف في أروبا بالاورانل اذ تحضر به البيتزا ليسهل عملية هضم مادة العجين. ثاني هذه الاعشاب المفيدة للجهاز الهضمي الريحان والذي يقع تغليته وشربه (مثل الشاي) من خصائصها أنها تسهم في حرق المواد المتراكمة بالمعدة. وبخلاف ذلك نبيع الاكليل والزعتر وهي يقبل عليها الكثير من الناس هذه الايام هي تغيّر مذاق اللحم وتعطيه نكهة أخرى». * ما رأي الطب؟ هل لهذه الاعشاب دور بالفعل في تيسير عملية الهضم؟ سؤالا حملناه الى الدكتور عادل مرزق الذي أوضح قائلا: «من المعروف أن أكثر الادوية مستخرجة من النباتات الطبيعية لكن خبرة هؤلاء التجار لا تكفي لوحدها لاعطاء هذه الوصفة أو تلك خاصة وأن بعض الاعشاب تحمل سموما للاعشاب دور في مداواة الامراض مثل العذر أو لتسهيل الجوف أو لتيسير الهضم لكن وجب الاحتكام الى طريقة علمية طبية مثلما هو معمول به في احدى كليات الطب بالمنستير حيث نجد تكوين لصيادلة مختصين في المداواة بالاعشاب وهو يوضح نزعة طبية حديثة تعتمد على كل ما هو طبيعي وتقليدي بعد أن تبيّن مضار بعض الادوية العلاجية الاخرى». إنه التداوي بالاعشاب يقينا مضار المواد الكيميائية التي تحملها بعض الادوية ولكن لا يجب أن يتم هذا التداوي إلا في إطار طبي علمي بحت.