فتح جيش الاحتلال الصهيوني أمس جبهة «عسكرية» رابعة مع مصر تضاف لغزة والحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والحدود الشرقية المتمثلة في الضفة الغربيةالمحتلة. وعقب اعتلاء محمد مرسي لكرسي الرئاسة في مصر ورفضه الإجابة عن اتصالات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية خلال تقرير لها نشر أمس الأحد «إن الأمن كان لعقود من الزمن على طول الجبهة الجنوبية على الحدود المصرية أكثر استرخاءً، بسبب معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ونظام الرئيس السابق حسنى مبارك، في حين كان الجيش الإسرائيلي يستغل هذا الوضع للتفرغ لبؤر التوتر مثل قطاع غزة والحدود الشمالية».
مرسي يقض مضاجع الصهاينة
وأضافت «إن الرئيس الجديد محمد مرسى , المنتمي للإخوان المسلمين، قال مرات عديدة: إنه يرغب في إعادة النظر في بنود اتفاقية «كامب ديفيد» للسلام، ونظراً لدعمه القوى لحركة حماس وعدائه الدائم ل (إسرائيل) فقد قررت (تل أبيب) أنها لم تعد قادرة على اعتبار الحدود مع مصر طبيعية»، على حد قولها.
ونقلت عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال الصهيوني قوله: «إن أحدا لا يتوقع أن تلغى مصر اتفاقية كامب ديفيد، ولكن الوضع الجديد يتطلب الحذر الشديد». وأشار المسؤول العسكري الإسرائيلي إلى أن الجيش المصري اليوم بات أكثر تطوراً، بفضل المساعدات الأمريكية التي تلقاها على مدى عقود من الزمن، وهو مجهز بأحدث المعدات مما يجعله على النمط الغربي»، الأمر الذي يجعل (إسرائيل) أكثر قلقاً إذا تحرر الجيش من التبعية للغرب.
وأضاف: «إن مصر لديها أكبر جيش في أفريقيا، ولديها حوالي 470 ألف جندي من الجيش النظامي، بالإضافة إلى 480 ألفاً من قوات الاحتياط، وعلى سبيل المقارنة فإن الجيش الإسرائيلي لديه في الخدمة الفعلية الدائمة 180 ألفاً و560 ألفاً من قوات الاحتياط».
وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن جيش الاحتلال سيطلب زيادة قدرها 15 مليار شيكل، على أن يتم التمويل على فترة خمس سنوات، مؤكدة أن مسؤولين في الجيش قالوا: «إنه سيكون من المستحيل رفع مستوى الاستعداد في الجبهة الجنوبية مع مصر دون أموال كبيرة».
رفض الاتصال مع نتنياهو
وفي ذات السياق , كشفت مصادر إسرائيلية أمس أن الرئيس المصري الجديد محمد مرسي يرفض الحديث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، رغم إرسال الأخير برقية تهنئة له.
ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن مصادر إعلامية إسرائيلية قولها أن الرئيس مرسي «رفض الضغوطات الممارسة عليه لاستقبال مكالمة هاتفية قصيرة من نتنياهو لتهنئته بالفوز»، مشيرة إلى أن هذا الأمر دفع بنتنياهو للاكتفاء بإرسال برقية تهنئة .
وبحسب المصادر فإن نتنياهو طلب بتدخل من البيت الأبيض في الأمر، وأنه زاد على ذلك للطلب من الرئيس باراك أوباما شخصيا التدخل للضغط على مرسي لاستقبال المكالمة الهاتفية وضمان استمرار التنسيق الأمني والسياسي واحترام الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل ومصر وعلى رأسها اتفاق «كامب ديفيد».
وذكرت المصادر أن نتنياهو اقترح لقاء مرسي في شرم الشيخ أو في القاهرة، مضيفة أنه يبدو أن الأمر لن يتحقق في الوقت الراهن طالما أن نتنياهو في السلطة». وأشارت إلى أن الوسطاء الأمريكيين طلبوا من مرسي الحديث مع نتنياهو قبل أن يأتي الرئيس أوباما لزيارة القدسالمحتلة .
وأوضحت ذات المصادر والجهات أن رسالة نتنياهو لمرسي سلمت عبر سفارة إسرائيل في القاهرة، وتضمنت تشديد نتنياهو على أن احترام الاتفاق يعد في «مصلحة البلدين».
وعبر سياسيون في تل أبيب عن خشيتهم من مستقبل العلاقات مع مصر، عقب فوز مرسي مرشح الإخوان المسلمين.