عبرت مجموعة من قياديي و مناضلي المسار الديمقراطي الاجتماعي عن استقالتها والتوجه بصفة فردية إلى حزب حركة نداء تونس، في المقابل قلّل أحمد إبراهيم رئيس المسار من حجم ما حدث. المجموعة المنشقة والمتكونة من قياديين وممثلين من عدة جهات عقدت صباح أمس ندوة صحفية بالعاصمة تأتي كرد على قرارات المجلس المركزي للمسار الديمقراطي الاجتماعي الذي أكد التوجه نحو بناء الحزب وفق القوانين الجاري بها العمل. في حين أكد المنشقون انضمامهم بصفة فردية لحركة نداء تونس من أجل تعديل الحياة السياسية والقطع مع امكانية هيمنة حزب واحد.
السيد عادل الشاوش وهو من قياديي حركة التجديد أشار إلى وجود خلاف قديم حول أسباب الهزيمة في الانتخابات الفارطة تم التوافق في شانه خلال المؤتمر الثاني للحركة من اجل الاستفادة من الهزيمة والعمل على تجاوزها لذلك والكلام له اقتصر المؤتمر الثالث لحركة التجديد على لائحة سياسية وحيدة تدعو الى ضرورة التنسيق من اجل بناء حزب ديمقراطي ويضيف «تم انتخاب القيادة لأشهر فقط من اجل المضي قدما في المسار التوحيدي بين المسار الديمقراطي والحزب الجمهوري والتفاعل ايجابيا مع مبادرة الباجي».
وفي ما يخص توجه الباجي قايد السبسي لتكوين حزب جديد قال عادل الشاوش ل«الشروق» مبادرة الباجي وجهت أساسا للحزب الجمهوري والتجديد من اجل جبهة وطنية لكن تباطؤ هذه الأحزاب وترددها وتمسك البعض بمواقعهم والمحاصصة الحزبية فرض على جماعة نداء تونس تكوين حزب وعدم اضاعة المزيد من الوقت». وفي ما يتعلق بتواجد بعض المحسوبين على التجمع أضاف «بحكم استحقاقات الثورة نحن الآن امام مواطنين تونسيين وامام عدالة انتقالية نطالب بتفعيلها ومحاسبة كل من أذنب في حق البلاد التي ترنو الى الديمقراطية كما ان بعض قياديي المبادرة من المحسوبين على اليسار والتجديد على غرار بوجمعة الرميلي ورضا بالحاج وكذلك السيد الطيب البكوش والخطر لا يكمن في عودة من كانوا في التجمع بل في الفراغ الذي قد يؤدي إلى هيمنة حزب واحد وانخرام الحياة السياسية وعدم وجود منافسة حزبية». كما تحدث عادل الشاوش عن علاقتهم المتينة بالتجديد وبمناضليه وألمح إلى إمكانية الالتقاء معهم مجددا في إطار جبهة وطنية مضيفا «الاحزاب الايديولوجية انتهى دورها والمطروح الآن قضايا جديدة فلن نخسر أنفسنا بالتمسك بهذه الايديولوجيات».
إبراهيم ينفي ويقلل
في المقابل نفى أحمد ابراهيم نية المسار الانصهار في مبادرة نداء تونس وقلل من أهمية المجموعة المنشقة وفي هذا الاطار يقول «كنا ننتظر أن تكون مبادرة السيد الباجي قايد السبسي باتجاه بناء تحالف بين كل القوى الوسطية والتقدمية وبما أنه اختار تكوين حزب فهذا من حقه لكن لا نية لنا في حل المسار والتوجه نحو نداء تونس وعلى كل من يرغب من قياديينا وهم قلة قليلة في التوجه إلى المبادرة إلا الخروج من الحزب بما أن القانون لا يسمح بالانتماء لحزبين في نفس الوقت وحول انضمام بعض الوجوه التجمعية لمبادرة السبسي قال «هذا أمر يهمهم ولسنا طرفا فيه خاصة أن الوضعية مازالت لم تتوضح داخل الحزب الجديد».
وعلى العكس من ذلك أبدى أحمد ابراهيم ثقته في العمل بصيغة مشتركة مع الحزب الجمهوري لبناء كيان سياسي قادر على المنافسة بجدية في المحطات الانتخابية القادمة كما أبدى مساندته لمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل.
السيد أحمد إبراهيم تحدث ل«الشروق» كذلك عن أشغال المجلس المركزي للمسار الديمقراطي الاجتماعي قائلا «تداول المجلس المركزي الوضع السياسي والاجتماعي بالبلاد وقد تم الاتفاق على مواصلة بناء المسار كحزب على أسس صلبة واتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل عقد المجلس التأسيسي في شهر أكتوبر المقبل وقد كلفنا اللجان بالاستعداد الجيد لهذا الموعد بما في ذلك الوضعية القانونية للحزب الجديد كما تدارسنا الوضع العام بالبلاد والتحركات الاجتماعية المشروعة لتحسين ظروف عيش المواطنين والدعوة للمعالجة الفورية لكل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية».