قال السيد علي المكي رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق شهداء وجرحى الثورة التونسية «لن ننساكم» ان تحركاته طيلة الاشهر الماضية جعلته محل مضايقات وصفها بالمشبوهة. وعبر المكي في تصريح ل «الشروق» عن أسفه لما يحصل، وقال بالخصوص «في الوقت الذي حسبنا فيه ان المضايقات ذات الطابع الاستخباراتي التي كرسها نظام بن علي ذهبت بلا رجعة بفضل الثورة، ها أنها تعود وبشكل أكبر في المدة الاخيرة».
مراقبة
توضيحا لما ذكره، أكد علي المكّي أنه، بمناسبة قيامه بواجبه في الجمعية المذكورة عبر التواصل مع عائلات الشهداء والجرحى من جهة ومع السلط المعنية من جهة اخرى للنظر في سبل معالجة هذا الملف، لاحظ في المدة الاخيرة ان تحركاته محل متابعة ومراقبة. و يقول في هذا الصدد « أصبحت أصاب بالصدمة عندما يكشف لي مسؤولون، بمناسبة لقاءاتي معهم، عن معلومات ومعطيات تهم تحركاتي و لقاءاتي و اتصالاتي الهاتفية مع عائلات الشهداء ومع الجرحى رغم أن بعضها يتم أحيانا في سرية ولا أعلمه إلا أنا والمعني بالأمر».
ويتساءل علي المكي في هذا الإطار «كيف تصل تفاصيل تحركاتي إلى هؤلاء المسؤولين؟» ثم يستدرك قائلا « أكيد ان هناك جهازا بصدد مراقبة تحركات المعنيين بملف الشهداء والجرحى بمن فيهم العائلات ومحاموهم والناشطون الحقوقيون.. وأكيد أن هذه المراقبة تتم إما مباشرة أو عبر التنصت على المكالمات الهاتفية..».
دون تدخل أي كان
حول الأسباب التي قد تدفع ببعض الأطراف للتصرف على هذا النحو، يقول رئيس جمعية «لن ننساكم» أن ملف الشهداء والجرحى ما زال يثير حرج الحكومة لأنها عجزت (أو تعمدت العجز) في معالجته ويضيف قائلا « لذلك فهي لا تريده أن يبقى تحت الأضواء وكل ما تريده هو التعتيم عنه وتسييره بنفسها عبر فرض مواقفها على عائلات الشهداء والجرحى دون ان يتدخل في ذلك الناشطون الحقوقيون أو المحامون أو الجمعيات ..لقد بلغ الأمر حدّ منعي أكثر من مرة من الدخول إلى قاعة الجلسة خلال المحاكمات العسكرية في قضايا الشهداء والجرحى».
واكثر من ذلك قال محدثنا أن هناك أطرافا رسمية معنية بدراسة ملف الشهداء والجرحى تسعى للاتصال بالعائلات لتحذرها من مغبة التواصل معه ومع الجمعيات التي تبنت قضاياهم أو مع الحقوقيين والمحامين والمجتمع المدني والاعلام.
شهداء وجرحى دقاش
يُذكر ان علي المكي هو شقيق الشهيد عبد القادر المكي الذي توفي بالرصاص يوم 11 جانفي 2011 بمدينة دقاش. وفي هذا الصدد قال محدثنا أن قضية شهداء وجرحى دقاش ( 3 شهداء وجريحين ) ما تزال «مُجمدة» إلى حد الآن ولم ينظر فيها القضاء إلى حد الآن لأسباب وصفها بالغامضة وقال ان ذلك يزيد في حدة الشكوك لديه حول حقيقة المضايقات التي يتعرض لها على حد قوله.