الكاف الصباح استأنفت صباح أمس الاثنين المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بالكاف النظر في قضية شهداء وجرحى الثورة بكل من تالة والقصرين وتاجروين والقيروان في الفترة المتراوحة بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 التي سقط فيها 22 شهيدا وأكثر من 600 جريح وأحيل فيها أكثر من عشرين مسؤولا وإطارا وعونا أمنيا (بعضهم بحالة إيقاف والبعض الآخر بحالة سراح) إضافة إلى الرئيس المخلوع (بحالة فرار)، وقد أفسح المجال في هذه الجلسة المتواصلة لليوم الثامن على التوالي لمرافعات محاميي المتهم لطفي الزواوي المدير العام السابق للأمن العمومي غير ان منعرجا حصل مباشرة إثر رفع الجلسة الصباحية. وقال علي المكي رئيس جمعية لن ننساكم في اتصال هاتفي مع»الصباح» إن عائلات الشهداء والجرحى انسحبوا من الخيمة وقاطعوا الجلسة تنديدا بما اعتبروه «حُقرة»، وأشار إلى «أن تصرفات غير مقبولة وغير قانونية أصبحت تحدث داخل قاعة الجلسة التي منع اليوم(أمس) ممثلو عائلات الشهداء والجرحى والحقوقيون من دخولها دون أي تفسير فيما يدخل إليها أبناء المتهمين وتتحول إثر رفع الجلسة إلى مكان ل»لمة عائلية» بين المتهمين وأبنائهم فيما قام احد المتهمين المحالين بحالة سراح بتصريح صحفي داخل القاعة في تعد صارخ على القانون». وأضاف المكي أن جمعية «لن ننساكم» وممثلي عائلات الشهداء والجرحى بتالة والقصرين تقدموا إثر انسحابهم باحتراز كتابي إلى رئيس المحكمة العسكرية الابتدائية بالكاف للتظلم حول تغييبهم عن حضور الجلسة وتنديدا ببعض الاجراءات المتخذة ضدهم فقط على غرار التفتيش قبيل الدخول إلى مقر المحكمة. إلى ذلك شدد أمس ثلاثة من محاميي المدير العام السابق للأمن العمومي على براءته وأكدوا في مرافعاتهم على أن منوبهم لم يتورط في القضية بأي شكل خاصة وأنه أعطى تعليمات عبر الهاتف بضرورة ضبط النفس وعدم إطلاق الرصاص، فيما نصح أحد المحامين عائلات الشهداء والجرحى بالزحف على القصر الرئاسي لنيل حقوقهم، وهو ما اعتبره ممثلو عائلات الشهداء بتالة والقصرين استفزازا لمشاعرهم ورفضوا أن يتحدث أي من محاميي المتهمين باسمهم قبل أن يقرروا الانسحاب من الخيمة المخصصة لهم ومقاطعة الفترة المسائية للجلسة.