اثار بث القناة الفرنسية «تي اف 1» مقاطع من تسجيل صوتي للمحادثات التي دارت بين القاتل محمد مراح والشرطة خلال حصاره في شقته، أمس الاثنين غضب عائلات الضحايا. وبثت القناة الفرنسية الليلة قبل الماضية مقاطع من المفاوضات التي جرت بين مراح عندما كان متحصنا في شقته في تولوز (جنوب غرب) وبين الشرطة الفرنسية وانتهت بالهجوم على هذا الجهادي وقتله في 22 مارس المنصرم بعد حصار دام 32 ساعة.
وقالت محامية الضحايا سامية مكتوف «الضحايا مصدومون لمعرفة محتوى المفاوضات عن طريق التلفزيون». وتابعت «اذا استمر الوضع بهذه الطريقة من غير المستبعد ان تنشر تسجيلات الفيديو لعمليات القتل التي صورها مراح، على الانترنت». وطلبت أسر الضحايا من محاميها رفع دعوى قضائية لمنع بث هذه التسجيلات. وردت ادارة القناة بانها تتفهم «صدمة عائلات الضحايا لسماعهم قاتل احد أقربائهم».
واوضحت مديرة الاخبار كاترين نايل ان القناة بثت التسجيلات لانها قدرت انها تحوي «قيمة اخبارية» و»ومعلومات مهمة تدل على ان الشرطة حاولت القبض على محمد مراح حيا».
ويؤكد مراح في هذه المقاطع انه مستعد لمواصلة عمليات القتل الجنونية وان له علاقات مع «القاعدة» والعصابات. كما شرح كيف استطاع التخلص من مراقبة عناصر الاستخبارات.
وتؤكد القناة انها تملك اربع ساعات من التسجيل الصوتي يتحدث فيه مراح عن اتصالات مع «اخوته» في تنظيم القاعدة في باكستان وعن عملياته القادمة وكذلك عن حياته المنفتحة التي كان يحياها.
وفي هذه الأثناء, قال دفاع محمد مراح بأن نيكولا ساركوزي، أشرف على عملية تصفيته وكلف شخصيا وزير الداخلية الفرنسي حينها «كلود غيون» بإدارة العملية من موقع العملية التي انتهت إلى تصفية محمد مراح .
واتهمت محامية مراح غيان بتجنيد الإعلام الفرنسي وتعبئة الصحافة العالمية لتغطية الحدث الذي اتخذ طابع الأفلام البوليسية الاستعراضية رغم أنه لم يكن هناك تكافؤ بين قوات النخبة الفرنسية التي حشدت المئات وأطلقت 300 رصاصة وفجرت 3 قنابل مما يؤكد فرضية رغبة السلطات في باريس في قتل مراح، وليس في القبض عليه حيا والتحقيق في الجرائم التي هزت تولوز ومعها فرنسا، وهو أيضا ما يؤكد رغبة أوساط كثيرة في فرنسا في توظيف القضية في الحملة الرئاسية الفرنسية.
في ذات الشأن، كشفت محامية مراح أيضا أن بين يديها دليلا كفيلا بإسقاط تهم القتل عن مراح، حيث أن شهود العيان والعديد من الأشخاص وهم عموما من أفراد الجالية المغاربية المقيمة في فرنسا ومدينة تولوز، قد أكدوا أن مرتكب جرائم تولوز كان يتكلم اللغة العربية بطلاقة كبيرة، كما أن عينيه كانتا زرقاوين ما يؤكد أن محمد مراح لم يكن وفقا لهذه الإفادات نفسه قاتل ضحايا تولوز.