من المنتظر أن يكون أعلن البارحة عن النتائج التفصيلية لانتخابات رئاسة حركة النهضة. وقد تقدم رئيس الحركة المتخلي في السباق متقدما بفارق كبير على بقية منافسيه.وبحسب التسريبات فقد حاز الغنوشي على قرابة ثلثي الأصوات في حين تلاه في الترتيب كل من الصادق شورو والحبيب اللوز. وفي قراءة أولية لهذه النتائج يمكن الاشارة إلى أن المؤتمرين قد صوتوا لفائدة الاستمرارية علما أن المؤتمرين قد صوتوا على منح القيادة الجديدة فترة سنتين فقط يعقد بعدها مؤتمر استثنائي بما يعني تأجيل في القضايا الحساسة إلى فترة لاحقة.
ويبدو ان ودقة المرحلة وقرب الاستحقاقات الانتخابية القادمة هي التي فرضت التصويت لفائدة الاستمرارية خاصة ان هذه القيادة كانت حققت نتائج ايجابية للحركة في الانتخابات الأخيرة.
مؤتمر النهضة : هؤلاء نافسوا الغنوشي على «الرئاسة»
أعلن عبد اللطيف المكي رئيس المؤتمر التاسع لحركة النهضة خلال ندوة صحفية امس على هامش اشغال المؤتمر، عن القائمة الرسمية للمترشحين لرئاسة حركة النهضة وتضم 12 فردا وهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو واحمد الأبيض والصادق شورو والهادي بريك وجمال العوي بالطاهر والحبيب اللوز وعبد الحميد الجلاصي وعبد الرؤوف الماجري وعبد الكريم الهاروني ومحمد العكروت ومحمد شمّام.
وأكد المكّي، خلال الندوة «أنّه سيتمّ الإعلان عن نتائج انتخابات الرئيس الجديد للحركة في حدود الثامنة من مساء أمس الاثنين». كما سينتخب المؤتمرون أعضاء مجلس الشورى بالتوازي مع انتخاب رئيس الحركة، وأشار إلى أنّ هناك قائمات مزيفة تتعلق بمجلس الشورى تم الترويج لها، وأضاف ان مجلس الشورى سيتكون من مائة عضو منتخبين من قبل المؤتمر وسيتم انتخاب خمسين عضوا إضافيا على أساس الكفاءات ليصبح العدد الجملي لأعضاء مجلس الشورى 150 عضوا.
اما عن التقرير الذي تم تقديمه فقال المكي انه لا يمكن أن يكون تقريرا أدبيا لان كل تقرير أدبي يجب ان يتضمن ضرورة تقييما للمؤسسات على أساس الأهداف إلى جانب عرض النتائج وتقييمها.
الناطقة الرسمية لمؤتمر حركة النهضة : لا تداخل في عمل مجلس الشورى والمكتب التنفيذي قالت فريدة العبيدي الناطقة الرسمية لمؤتمر حركة النهضة ل«الشروق» ان مجلس الشورى يمثل «مؤسسة شورية» وسلطة تشريعية ترسم السياسات والمواقف الاستراتيجية لحركة النهضة في ما يتعلق بالمسائل الجوهرية واعتبرته أعلى سلطة داخل الحركة. اما عن علاقة مجلس الشورى بالمكتب السياسي للحركة فقالت فريدة العبيدي انه لا تداخل بين مهمة الطرفين مؤكدة ان مهمة المكتب التنفيذي للحركة ينحصر في تنفيذ السياسات التي يقرها مجلس الشورى وأضافت أن حركة النهضة تحاول تركيز الفصل بين السلطتين في عملها وعدم المزج بين عمل الطرفين .
أما عن النظام السياسي الذي يرغب المؤتمرون في اعتماده فأكدت الناطقة الرسمية للمؤتمر أن المؤتمرين يرغبون في النظام البرلماني. وعن عدم وجود أي امرأة في صفوف المترشحين لرئاسة الحركة قالت ان هذا لا يعتبر إقصاء بل هو استتباعات النشاط السري للحركة وقد تتوفر الفرص لاحقا للنساء للترشح لرئاسة الحركة وأضافت انه لا خوف على المرأة من حركة النهضة معتبرة ان عدم ترشحها لرئاسة النهضة حاليا يأتي في سياق ظرف استثنائي مرتبط بتاريخ العمل السري للحركة.
علي العريض ل«الشروق» : لهذه الأسباب سينعقد المؤتمر القادم بعد سنتين
قال وزير الداخلية علي العريض ل«الشروق» ان مؤتمر حركة النهضة سيعبر بكامل الحرية والتقدير السليم لما تقتضيه المرحلة، مشيرا إلى أنّ من سيفوز بالقيادة سيقبله الجميع سواء كان في سياق التجديد أم الاستمرار مع القيادة الحالية.
وأكّد العريض أنّ حركة النهضة بدأت في سلسلة إصلاحات من الداخل وان هذا المؤتمر جاء بعد أن بقي أعضاء الحركة دون اجتماعات لما يزيد على 20 سنة مشيرا الى حجم الملفات التي تنتظر البت فيها واعتبر أنّ مؤتمرا واحدا لا يكفي . وقال إن الحركة تمر بمرحلة بناء حزب عصري في مستوى التنظيم والبرامج وتحقيق أهداف الثورة وتسيير شؤون السلطة.
واعتبر العريض المؤتمر أنّ «رسائل كبيرة من الحركة لا يكفي مؤتمر واحد للبت فيها لأجل ذلك ارتأينا أنّ أربع سنوات فترة طويلة وتقديري أنه بعد سنتين نكون قد ازددنا تجديدا وتأسيسا وهناك قضايا تحتاج إلى تفصيل».
أما عن التحوير الوزاري فقال «هذا الشأن من مهام رئيس الحكومة» وعن السياسة الأمنية قال إنها ثابتة وليس فيها تغيير وعمادها فرض الأمن مشيرا إلى انها تقدمت قليلا لكنها تبقى في حاجة الى جهد كبير. وعن شروط الترشح لمناصب داخل الحركة والتي اعتبرها البعض أقصت العديد من الشخصيات قال العريض إنّ حركة النهضة تريد إتاحة الفرص للجميع ولا يوجد أي إقصاء لأي طرف وليس هناك حرمان لأحد.
رفيق عبد السلام : مؤتمر النهضة يرى أنّ النظام البرلماني هو الأنسب
قال وزير الخارجية رفيق عبد السلام ل«الشروق» إنّ المؤتمرين الحاضرين في المؤتمر التاسع لحركة النهضة يرغبون في تطبيق النظام البرلماني كنظام سياسي في تونس، وأضاف أن هذا النظام يتوفر على آليات الديمقراطية ، مشيرا إلى انه محل نقاش مع شركاء الحركة وسيبت فيه المجلس التأسيسي.
عبد الحميد الجلاصي ل«الشروق» : المؤتمر ناجح بكل المقاييس
قال عبد الحميد الجلاصي احد قيادات حركة النهضة ل«الشروق» ان المؤتمر التاسع لحركة النهضة ناجح بكل المقاييس وان اكثر الاشياء التي اتعبت المسؤولين عن المؤتمر هي الجوانب الإدارية اضافة الى بعض المفاجآت مثل تدخل 1200 مؤتمر في النقاشات ,إضافة الى اللوائح التي تمت مناقشتها جيدا وبشكل ثري, والبيان الختامي الذي يبعث برسائل إلى عامة التونسيين مفادها ان حركة النهضة حركة قوية ومنفتحة ومتواضعة وتؤمن بالشراكة مع كل التونسيين وتولي أهمية للشباب و للثقافة والعمل المؤسساتي ...
واضاف ان أعضاء الحركة تعودوا على تقييم أعمالهم ولذلك فبعد المؤتمر سيتم تقييم جميع الأعمال، مشيرا إلى أنّ مؤتمر النهضة حدث شغل البلاد في الأيام الماضية وسيشغلها في الأيام المقبلة.