انفتحت أبواب الحظ على مصراعيها أمام امرأة تجاوزت الأربعين سنة حين التقت رجل أعمال كهلا، سابق بها الزمن وحرق معها المراحل نحو البيت السعيد لكنه اكتشف خداعها.. فسارعت بالاستيلاء على جميع محتويات منزله.. غير انها لم تذهب بعيدا وسقطت في قبضة رجال الأبحاث ولتفتيش للحرس الوطني ببن عروس. عادت امرأة بعد سنوات عديدة من الاقامة في الخارج وحطت الرحال ي العاصمة حيث قررت الاستقرار ومحاولة بناء حياتها من جديد حتى توفر لابنتها المناخ العائلي المناسب في بلدها. وتشاء الأقدار أن تضع في طريق المرأة رجل أعمال شهما بدا واضحا أنها فتنته منذ أول لقاء فلم يفكّر طويلا ولم يتردد كثيرا واختزل الزمن والمسافات واتفق معها على الزواج فوجدا نفسيهما يمضيان عقد القران.. وتابعا التقدم نحو الهدف دون إضاعة الوقت فخرجا إلى أسواق العاصمة وانتقيا اثاث المنزل كاملا بدءا بغرف النوم والجلوس والأكل وانتهاء بالمطبخ وبيت الاستحمام ولم يغفلا عن بقية اللوازم مثل الثلاجة وآلة الغسيل.. أنفق رجل الأعمال في يوم واحد عدة آلاف من الدنانير ومع ذلك كان يعتقد انه مهما أنفق من مال فلا مجال لمقارنته مع الدفء العائلي وأجواء الهناء والسعادة المرتقبة. ابنة غير شرعية وطلاق كان رجل الأعمال عمليا فما إن أنهى تأثيث المنزل حتى طلب من عدل تنفيذ الحضور إلى بيته للقيام بضبط عارفة (حصر الاثاث عددا وقيمة) ليؤمن على ماله ومتاعه من مفاجآت ربما تخبئها له ذات الأقدار التي تغمره بالسعادة، وخيرا فعل لأنه ربما تسرع حين حكّم العاطفة ولم يعط نفسه فرصة أكبر للتعرف على المرأة التي اكتشفت بمحض الصدفة أنها خدعته في شأن ابنتها حين نسبتها إلى زواج أول، غير انه اكتشف ان الطفلة قد نسبت إلى أمها وحملت لقبها وهذا يعني أنها غير شرعية وأن الزوجة التي يعتزم رجل الأعمال البناء بها كذبت عليه فقرر مواجهتها وصارحها باكتشافه حقيقة ابنتها وعبر لها من ثمة عن قراره في طلب الطلاق. سرقة وايقاف حاولت المرأة التي لاحقها ماضيها ان تثني رجل الأعمال عن عزمه لكنه تشبث بقراره، فشعرت بالمرارة والألم وساءها أن ترى الرفاهة، وطيب العيش ولا تنعم بها فاستغلت غيابه عن المنزل وتحولت إلى أقرب موقف للشاحنات وأجّرت احداها وحمّلتها جميع اثاث البيت وغادرت إلى وجهة مجهولة. ثم عاد رجل الأعمال إلى منزله فوجده فارغا فسارع إلى أقرب مركز للأمن وقدّم شكوى في الغرض ووجه ظنونه نحو المرأة وأدلى بهويتها وأوصافها، فانطلق رجال الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببنعروس في رحلة التحرّي ولم يكن عسيرا عليهم أن يتفطنوا إلى دور الشاحنة في ايصالهم إلى المظنون فيها فسارعوا إلى الموقف فعثروا على صاحب الشاحنة التي أجرتها المرأة فدلهم على منزل كائن بأحد أحياء الضاحية الجنوبية اكترته حديثا واقامت به.. فطرقوا الباب وألقوا القبض على المظنون فيها. ربّ عذر...! ادّعت المظنون فيها لدى استجوابها أنه لا يمكن اتهامها بالسرقة لأنها استشارت أحد العارفين بالقانون فأوضح لها أن جريمة السرقة لا تستقيم بين الأزواج وقد فاتها ان المتضرر لم يدخل بها وبالتالي افتقر عقد الزواج إلى ركن البناء، وفي هذه الحالة لا يمكن اعتبار المظنون فيها زوجة. ولهذا وجه المحققون تهمة السرقة وقاموا بمعاينة منزل المظنون فيها فوجدوا الاثاث محل التتبع تنقصه الثلاجة وآلة الغسيل. وبسؤال المظنون فيها عن مآل الأجهزة المفقودة أفادت بأنها باعتهما لتغطية مصاريف الكراء وقد بررت فعلتها بأنها تعرضت إلى صدمة لأنها علّقت على رجل الأعمال آمالا كبيرة رأتها تنهار أمامها.. وقد استرد المتضرر متاعه وأثاثه فيما أحيلت المظنون فيها على العدالة لمقاضاتها.