في أول أيام رمضان يبدو التونسي متثاقل الحركة متمايلا.. البعض في اجازة عملية لكن أغلبهم في «راحة» من صخب السياسة. «الشروق» حاولت معرفة ما يؤرق التونسي وما يشغله في هذه الأيام.
بداية الحديث كانت مع نعمان بن عامر (عامل) الذي أشار الى ان التونسي هذه الأيام يعاني من ضغوطات متعددة فمع حرارة الطقس المرتفعة هناك ضغوطات المصاريف المتتالية.. وأسعار قفة رمضان. وأشار محدثنا الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.. وكل حاجيات الحياة.
وقال : «لقد كثرت الضغوطات والمصاريف لكن الجيب فارغ.. أحيانا أعجز عن عن التفكير في كيفية التصرف..» وأضاف ان ما يزيد الطين بلة هو حشيشة رمضان «القهوة والدخان».. ولاحظ ان التونسي يقع تحت وطأة كثرة المصاريف.
من جهته ذكر هيثم شمس الدين (عامل) ان اكثر ما ينغص حياته هو ملاحظة سلوكيات التونسيين فهناك لهفة وزحمة وتصادم وانفعال. وقال : أينما ذهبت أجد الصف في المخبزة هناك صف وفي المساحات الكبرى وفي السوق.
وأضاف ان التونسي يقع هذه الايام بين براثن «المصروف» و«الكريدي» والحرارة.. كما يتذمر التونسي من وقوع بعضهم في فخ حشيشة رمضان. أين التآزر؟
خلال حديث مع السيدة نعمة (موظفة) قالت انه من الطبيعي ان يجد التونسي صعوبة في الصيام في موسم الحرارة لكن ما يشغلها اكثر هو غياب الرحمة وروح التضامن والتآزر بين التونسيين.
ولاحظت نعمة ان هناك من يحتاج الى يد المساعدة في المناطق الجنوبية لكن روح التآخي والتضامن غائبة بين التونسيين. وأضافت ان اللامبالاة تغلب التعامل الايجابي وان التونسي يتميز حسب رأيها باللهفة والسعي الىقضاء مشاغله الخاصة لا أكثر. واعتبرت انه لو توفر «الحنان» واللحمة الاجتماعية والاحساس بجودة الحياة لتحسنت المعيشة.
بدوره أكد السيد جمال بن سليمان (موظف) ان ما يشغله كتونسي هو سلوكيات «الآخر» التي تغلب عليها اللهفة والصف. وقال ان رمضان هذا العام يتميز بالحرارة وطول فترة الصيام.
حرارة الطقس والأسعار
اعتبرت فاطمة (ربة منزل) ان التونسي ولا سيما التونسيات يعانون هذه الفترة من حرارة الطقس وحرارة المطبخ. وأضافت ان جيب المواطن يعاني من كثرة المصاريف وهو مشغول دائمابتواتر المواسم الاستهلاكية فبعد رمضان هناك عيد وعودة مدرسية. أما السيد نضال (موظف) فقال ان مصاريف العيد ورمضان ومصاريف تحضيرات الزواج قد جعلته تحت وطأة الضغط النفسي.
وأضاف ان حرارة الطقس واكتظاظ وسائل النقل وغياب التاكسيات أوقات الذروة يزيد من التوتر والضغوطات. واعتبر ان التونسي مصاب بالاحباط وضيق التنفس هذه الأيام.
عموما أبرز معظم التونسيين الذين حادثناهم قلة حيلتهم وأنهم «مجبورون» على الصبر والتعامل مع رمضان حار لكن تبقى له بركته.