يعد مقروض القيروان إحدى أشهر الحلويات وأكثرها أصالة، وهو بعد ذلك يرمز الى المدينة بسبب تمسّك أبنائها بتواصل عادات صناعته، وللمقروض القيرواني سحر خاص ونكهة تثير شراهة الزوار والذائقين. للمقروض القيرواني أكثر من حكاية، وعن عاداته القديمة يقول حسين القهواجي وهو باحث قيرواني وصاحب عديد المؤلفات عن تاريخ القيروان كان العسل يجلب في قرب الماعز من جبل «وسلات» المعطار أما زيت الزيتون فتدفع به ا لبادية الفيحاء المسماة «العلا».. وتأتي التمور فوق ظهور القوافل قادمة من توزر، أرض «دقلة النور» التونسية المميزة، وتحط الرحال في «ذراع التمار» والرحبة الفسيحة في أرض عقبة.. وترسل أرياف القيروان والولايات المجاورة قمح «فريقا».
أصالة وتاريخ
ويتركب المقروض «من ضدين مختلفين مؤتلفين: سميد جاف وتمر يسهل الهضم». وصناعة المقروض عرفت تطورات كثيرة خلال العقود الماضية، ولكن أهم نقلة عرفها كانت مع تنامي نفوذ الدولة العثمانية، اكتسب خلالها بعدا صناعيا واختص بأدوات وأواني نحاسية هي صناعة تركية بدورها وصار له قالب من الخشب منقوش نماذجه مستلهمة من زخارف المنبر وأشكاله الهندسية المدهشة.
لعل تلك بعض السمات القديمة لصناعة هذه الحلويات.«أصول المقروض تركية ولم يتغير شكله ولا منظره منذ عقود من الزمن». وتشير المصادر التاريخية الى وجود القالب المستعمل في هذه الصناعة منذ ما يزيد على ثلاثة قرون.. ويرى القهواجي أن المقروض القيرواني لا يوجد في أية منطقة أخرى في العالم بتلك الخصائص رغم وجوده ببلدان المغرب وتركيا، فهذه المادة ولدت في القيروان بخصائص طبيعية مرتبطة بهذه البيئة.