بالتوازي مع تلويح تركيا بالتدخل عسكريا في سوريا لملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني – حسب زعمها – أكدت موسكو أنها تستعد لإقامة قواعد بحرية دائمة في ميناء طرطوس فيما هددت إسرائيل باتخاذ قرارات مصيرية ضد سوريا . اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس الحكومة السورية «بوضع عدة مناطق في شمال سوريا تحت سيطرة «حزب العمال الكردستاني» مؤكدا «حق» تركيا في ملاحقة المقاتلين الأكراد المعارضين لها داخل سوريا عند الضرورة حسب زعمه وتعبيره.
5 محافظات بعهدة «الكردستاني»
وزعم أردوغان أن «نظام الأسد متمركز حاليا في دمشق وفي جزء من منطقة اللاذقية، اما في الشمال فقد وضع 5 محافظات بعهدة الاكراد، المنظمة الإرهابية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
وجدّد أردوغان وعيده للقيادة السورية حيث زعم أن الرئيس السوري بشار الأسد والدائرة الضيقة المقربة منه على وشك الرحيل من سوريا . وكان حزب العمال الكردستاني قد وجه ضربات موجعة للجيش التركي إذ تمكن من تصفية 30 جنديا تركيا وإسقاط مروحية حربية في منطقة «شمزينان» قرب الحدود العراقية.
إسرائيل تتوعد
وبالتزامن مع تصريحات أردوغان , رفعت «اسرائيل» حدة لهجتها وتهديدها تجاه الاوضاع في سوريا واعتبر رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه، ايهود باراك، أن الوضع بات اكثر قلقا في الشام .
واعلن باراك ان بلاده ستضطر الى اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية تتعلق بالامن القومي وتضمن امن مستقبل الدولة العبرية ، فيما راى نتنياهو ان الاوضاع في سوريا تلزم باجراء تغييرات في مبنى القوة الاسرائيلية .
من جهته قال نتنياهو نعرف أنه يتم تغيير انظمة كما نعرف بأن كميات كبيرة من الأسلحة تتنقل في المنطقة، هذا السلاح موجود بأيدي طرف معين، لكن لا يمكن لأحد أن يعرف من سيسيطر على هذه الأسلحة مستقبلا. اننا ندرك أن هذه التغييرات تستلزم منّا تغييرات في مبنى القوة الإسرائيلية ، ومن المحتمل أن تجري تغييرات أيضا في الميزانية العسكرية ايضا».
باقون في طرطوس
وعلى الطرف النقيض من الموقفين التركي والإسرائيلي , أعلن قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف امس أن البحرية الروسية ستحافظ على قاعدة الإمداد والصيانة التابعة للأسطول الحربي الروسي في ميناء طرطوس السوري.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن تشيركوف قوله إن البحرية الروسية «ستحافظ على قاعدة الإمداد والصيانة في ميناء طرطوس السوري التي نحتاجها لإمداد سفننا، بالأخص أثناء تنفيذها مهمة مواجهة القراصنة في خليج عدن».
وأضاف أن «هذا المركز يستخدم لإمداد سفننا بكافة المستلزمات لتعمل في البحر المتوسط وخليج عدن، ونحن نعتزم الإحتفاظ به لأنه يوفر الأموال اللازمة لتأمين السفن في رحلاتها البحرية البعيدة».
وذكر أن 10 سفن حربية روسية بالإضافة إلى 10 سفن مساعدة تعمل حالياً في البحر الأبيض المتوسط. وعمّا إذا كانت تلك السفن تحمل وحدات لمشاة البحرية، قال تشيركوف إن «السفن المتواجدة في البحر المتوسط تؤدي مهمات التدريب القتالي المقررة منذ عام 2011. ويعني ذلك أن تلك السفن تحمل وحدات مشاة البحرية المزودة بأسلحتها».
وفي خضم التسريبات والتحضيرات لعمل عسكري في سوريا, أفادت صحيفة «إكسبريس» التركية بأن هناك تنسيقا بين السفارة الأمريكية في أنقرة وقنصليتها في محافظة «أضنة» جنوب تركيا حول تنفيذ خطة العمليات العسكرية ضد النظام السوري مشيرة إلى أن أغلبية العمليات العسكرية تخطط في تركيا من قبل مسؤولي السفارة والقنصلية الأمريكية في تركيا بعلم الحكومة التركية.
وأكدت الصحيفة التي تعتبر من أهم الصحف المحلية الصادرة في محافظة «أضنة» جنوب تركيا امس - أن أعدادا كبيرة من الشاحنات تخرج بين الحين والآخر من قاعدة «اينجرليك» المتواجدة في «أضنة» محملة بالأسلحة والذخيرة وتوزع على المعارضة السورية في المناطق الحدودية مع تركيا.
وأضافت أن السفير الأمريكي لدى تركيا فرانسيس ريكاردوني وصل مؤخرا إلى «أضنة» وعقد اجتماعا سريا في القنصلية حول سير العمليات العسكرية في سوريا وكافة التطورات المتعلقة بالشأن السوري وقدم القنصل «داريا دارنل» ايجازا موسعا للمشتركين بالاجتماع السري حول سير العمليات العسكرية ضد الأسد والخطوات اللاحقة المتعلقة بالموضوع.