صيد عقارب أو ابراهيم بن يعقوب، مغربي الجذور على أرجح الأقوال، فقد هاجر أبوه من المغرب بسبب الجفاف والقحط، وتذكر الرواية ان أهله قد هلكوا أثناء الرحلة واهتم بتربيته شيخ يدعى عامر بن جامع. كان ابراهيم بن يعقوب فارسا ذا شدة وبأس وقاطع طرق لكن مسيرة حياته تغيّرت وتحول من حياة «الصعاليك الى التقوى» واختار ابراهيم بن يعقوب منطقة وادي عقارب ليستوطن بها صحبة 60 من أتباعه وهي منطقة منبسطة وتتوفّر بها المياه.
وتذكر بعض الروايات التي امتزج فيها الواقع بالأسطورة والخرافة انه لما استوطن الولي الصالح ابراهيم بن يعقوب وأصحابه شاع الخبر وأصبح الناس يعتقدون في بركتهم ويقدمون لهم زكاة أموالهم ومواشيهم وحبوبهم.
وتضيف الروايات انه لما اجتمع عند الولي وأصحابه ما تيسر من الزكاة وبعد تركهم للحرب والقتال والانشغال بالذكر والعبادة، سمع بذلك بعض البدو ممن يقال لهم بنو عثمان. فجاؤوا لنهب ما اجتمع من الزكاة. وهنا يظهر لهم الشيخ بصورة أسد ضار كلما ضرب واحدا منهم بيده زهقت روحه، وظهر أصحابه بصورة النيران المحرقة كل من اقترب منهم احترق. ومن ذلك الوقت اصبح الولي يسمى بصيد عقارب (بعض البوادي يسمون الأسد «صيد») الذي يبرز في صورة أسد يدافع عن المدينة ويحمي أهلها عند كل خطر داهم.
المقام والزاوية
تمد زاوية الولي الصالح سيدي ابراهيم بن يعقوب (او كما يعرف عند الأهالي: صيد عقارب) شرق المدينة. وتحتضن احدى غرفها ضريح الولي ، بينما تخصص أغلب فضاءات الزاوية لزوار المقام من المدينة وخارجها.
وتقوم احدى العائلات بخدمة الزاوية وهي عائلة بن كريم اذ توارثت العائلة هذا الشرف منذ سنوات طويلة. حيث يتم الاعتناء بنظافة المكان وباستقبال الزوار من كل المناطق وفي كل الأوقات. وقد خصصت بعض الغرف لمبيت البعض ممن يرغب في ذلك.