نقلا عن مصادر في الكرملين اتهمت صحيفة روسية تل أبيب بالسعي إلى تقسيم سوريا واعتماد السيناريو الصومالي داخلها فيما أكدت طهران أنها لن تسمح بأي حال من الأحوال للأعداء بالتقدم أكثر في سوريا. ذكرت صحيفة «كمسمولسكايا برافدا» الروسية أن «تل أبيب تسعى إلى تفتيت سوريا وفق السيناريو الصومالي.
مخالفة المشاع سياسيا
وأضافت أن «هذا الرأي يخالف ما يشاع عن تأييد إسرائيل بقاءَ النظامِ السوري الحالي». واستندت الصحيفة في مقالها إلى محضرِ لقاءٍ ضمّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، وقد أكد بوتين أثناء اللقاء على الدور الروسي التقليدي في دعم الاستقرار العالمي. أما الإسرائيليون فأشاروا إلى ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وتأجيج الحرب الأهلية في سوريا لتقسيمها إلى مناطقَ متناحرة تتحكم فيها عصابات مسلحة لا تستطيع إعاقة الجيش الإسرائيلي عن ضرب عدوه الرئيسي إيران. لن يمروا وفي سياق متصل بطهران , اعلن نائب رئيس اركان الجيش الايراني الجنرال مسعود جزائري ان ايران «لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا» لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي.
وصرح الجنرال جزائري «في الوقت الحالي ليس من الضروري ان يتدخل اصدقاء سوريا وتقييمنا هو انهم أي الجيش السوري لن يحتاجوا لذلك». وكانت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري قد اوردت في عددها الصادر أول أمس الاثنين ان ايران حذرت تركيا من رد «قاس» في حال تدخلها عسكريا في سوريا و«تغيير قواعد اللعبة».
وتابع جزائري ان «كل فصائل المقاومة هم اصدقاء لسوريا بالاضافة الى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية (روسيا والصين)». ومضى يقول «سنقرر وفقا للظروف كيف سنساعد اصدقاءنا والمقاومة في المنطقة. لن نسمح للعدو بالتقدم».
وكان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي اتصل الاثنين بنظيره السويدي كارل بيلد للتاكيد بان الوضع في سوريا «يتجه نحو العودة الى الهدوء». تركيا تهدد من جهته , أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ان بلاده ستتخذ جميع الاجراءات الضرورية في حال ظهور تهديد ارهابي قادم من سوريا. وقال اوغلو «اننا لن نسمح بتواجد عناصر ارهابية على طول حدودنا.. وهذا التهديد بمثابة سبب لاستخدام الحق المشروع في الدفاع عن النفس.. ونحن لنا الحق في اللجوء الى اي اجراءات».
واشار الى ان انقرة تعتبر ان «التهديد آت من حزب العمال الكردستاني وجناحه السوري وتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات التي تلجأ الى العنف». وأضاف انه «في حال حدوث فوضى في سوريا فان وحدة هذه البلاد ستكون مهددة وهذا الوضع يدفع الى لبننة سوريا»، بحسب تعبيره، مضيفا ان انقرة ومنذ البداية توقعت ان الحال مع سوريا سيكون أصعب بكثير من ليبيا ومصر.
واشار الوزير في سياق رده حول امكانية اقامة منطقة عازلة، الى انه في حال وصل عدد هؤلاء الى 100 الف فان مثل هذا الاجراء يمكن ان يتخذ، قائلا «هذه المنطقة يمكن ان تقام في سوريا وليس في تركيا بواسطة المجتمع الدولي». واعتبر اوغلو ان «الازمة السورية بمثابة امتحان جاد لمنظمة الاممالمتحدة، لكنها بطيئة في معالجتها»، معتبرا ان «احداث سوريا تملي الضرورة لعملية اصلاح شاملة للمنظمة الدولية». وقال «لو قامت الاممالمتحدة باتخاذ موقف واضح لما قام الاسد بهذه الجرائم». وفق تعبيره . في سياق آخر ذكرت وكالة انباء الاناضول ان الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية بارساله بطاريات صواريخ ودبابات وآليات قتالية للمشاة في جنوب البلاد.