تستقطب مراكز الإستعجالي في مختلف جهات البلاد في هذه الفترة العديد من المرضى الذين تعكرت حالاتهم الصحية. فماهي أهم الحالات الاستعجالية وهل لها علاقة بإرتفاع درجة الحرارة وشهر رمضان؟
أفاد الدكتور المولدي عمامو، مدير مركز الإسعاف الطبي الاستعجالي والإنعاش بتونس بأن أكثر الحالات الاستعجالية التي تأتي الى المركز هم الكبار في السن الذين أصيبوا ب«الشياح» من الماء بسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس.
كما تكثر في هذه الفترة حالات التسمم التي منها ما يرتبط بإستهلاك بعض الأغذية غير المحفوظة بطريقة صحية. وتابع «تصل إلى المركز حالات تسمم ناتجة عن محاولة الانتحار بتناول مواد سامة مثل الجافال ومبيدات الحشرات أو شرب بعض الأدوية وهذه الحالات تمثل ثلثي 2/3 حالات التسمم وهي نسبة هامة.
وعن أسباب محاولة إقدام البعض من التونسيين على الانتحار قال : «أهم الأسباب تعود الى مشاكل داخل المحيط العائلي أو سوء تفاهم بين الأزواج وخلافات مع صاحب المؤسسة في مقر العمل أو بسبب الفشل في الامتحان وتردي الوضع الاجتماعي ومع إرتفاع درجة الحرارة تكثر في هذه الفترة حالات الإصابة بلدغة العقارب التي تخلف مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التدخل السريع لتقديم الإسعافات الأولية وأكثر المصابين بلدغة العقارب يأتون من المناطق الداخلية والأرياف.
وينصح الدكتور المولدي عمامو بالافراط في أخذ الحيطة والحذر من تأثير أشعة الشمس والاكثار من شرب الماء والسوائل في فترة الافطار لتفادي الاصابة ب«الشياح» من الماء وتجنب لدغة العقرب بتجنب المشي دون نعل والاحتياط عند الاستهلاك والوقاية خير من العلاج وفي شهر الصيام يؤكد الأطباء على أن العديد من المصابين بأمراض السكري وضغط الدم والقلب والشرايين والكلى والمجاري البولية وغيرها من الأمراض المزمنة يتوافدون الى قسم الاستعجالي بسبب عدم إلتزامهم بالنصائح الطبية وإطلاق العنان لتناول مأكولات غير مسموح بها.
هذا بالإضافة الى التخمة والخمول وعدم ممارسة الرياضة وكلها تساهم في تعكر حالتهم الصحية كما تكثر حالات الإمساك التي من أسبابها تغير نمط الغذاء. كما تكثر في مراكز الاستعجالي حالات ناتجة عن التعنيف اما بسبب تعرض أصحابها لحوادث مرور والتي تكثر في شهر رمضان خاصة مع الإفراط في السهر أو بسبب شجار عنيف لأسباب تافهة في بعض الأحيان وبتعلة «حشيشة رمضان» يتم الإلتجاء الى الضرب وإستعمال آلات حادة مما يستوجب نقل المصاب الى المستشفى ولكن كثرة عدد الوافدين على أقسام الاستعجالي تطرح مشكلة أخرى هي مدى قدرة هذه المراكز على إستيعابهم وتقديم خدمات إستعجالية لهم في ظل محدودية الموارد البشرية وضعف التجهيزات الطبية ونفادها.