من مصلحة الجميع تطويق الأزمة القائمة الآن في صفاقس بسبب اعتقال نقابيين من مستشفى الهادي شاكر. الأزمة لن تكون في صالح الاتحاد العام التونسي للشغل ولا في صالح الحكومة ولا في صالح الوضع الاجتماعي الهشّ التي تعيشه بلادنا. ليس مقبولا القبول باعتقال نقابيين وكذلك ليس مقبولا القبول بتجاوز القانون من أي طرف كان..
ربما الأزمة أخذت منعرجات «خطيرة» بفعل التجاذبات النقابية والسياسية في الجهة وهي تجاذبات صارت تنعكس على كل تحرّك اجتماعي. خلال الساعات الأخيرة برز توجّه من داخل كل الأطراف: حكومة واتحاد لتطويق الأزمة والوصول الى حلول فليس مقبولا أن تتواصل الأزمة وأن يتواصل اعتقال النقابيين.. نعم هناك إشكال وهناك توتّر داخل مستشفى الهادي شاكر وهناك احتقان بين عديد الأطراف لكن لا يمكن أن تتحول الأزمة الي مواجهة ولا يمكن أن يتواصل التصعيد.. الأطراف التي عقدت جلسات ولقاءات خلال الساعات الأخيرة أدركت خطورة الموقف إذا تواصلت الأزمة.. خطورة تهدّد كل الأطراف دون استثناء، فالنّار المشتعلة تهدّد الجميع.
هناك في كل مرة أطراف تعمل على تعميق الأزمة والدفع للمواجهة وعلى هذه الأطراف أن تدرك أن العواقب ستكون وخيمة على الوطن كلّه وأن الجميع سيدفع ثمنا باهظا.