تواصلت السهرات الموسيقية لمهرجان الحمامات الدولي في دورته الثامنة والأربعين ليلة أول أمس الخميس مع الثنائي التونسي خالد النملاغي وعازفة الكمان المبدعة ياسمين عزيز رفقة مجموعة موسيقية متكونة من عازفين فرنسيين وعازفين سينغاليين وعازف كامروني. ولم يكن اختيار صاحب الفرقة خالد النملاغي لهذه المجموعة المتعددة الجنسيات مجانيا وإنما اراد من وراء ذلك تجسيم اختياراته المنفتحة على كل الأنماط الموسيقية مهما تنوعت واختلفت فقد جمع بين التراث التونسي و الموسيقى البربرية والمغاربية عموما والإيقاعات الإفريقية والألوان الغربية الحديثة منها والقديمة من «بوب» و«روك» و«فانك» و«صول» و«ريقي» و«راب» كما أفادنا خالد النملاغي أن فكرة القيام بتجربة موسيقية مع ياسمين عزيز قد راودته منذ فترة نظرا لتألقها ونجاحاتها المتواصلة التي سجلتها في مختلف الحفلات التي تشارك فيها في عديد بلدان العالم حيث أظهرت قدرة كبيرة على التأقلم و على تطويع آلة الكمان لإعطاء الإضافة المطلوبة لكل الأنماط ومع مختلف الآلات الموسيقية الأخرى مضيفا أن أول اتصال بياسمين كان منذ شهر جانفي 2012 لإعداد هذا المشروع الثنائي وقد رحبت بذلك وكان قدومها منذ حوالي شهر من أجل الإستعداد لسهرة مهرجان الحمامات.
ونعود إلى اطوار هذه السهرة التي راوحت بين العزف الفردي لكامل عناصر المجموعة والعزف الجماعي والغناء الثنائي بين خالد النملاغي وياسمين عزيز التي فاجأت الحاضرين بصوتها أيضا القادر على حسن تأدية الأغاني التي جاءت باللغة الأنقليزية والفرنسية والدارجة التونسية كما تناولت عديد المحاور منها السلام والحب والبيئة والغربة ومن بين الأغاني المقدمة اغنية «نجمة» و«السلام» و«الغربة» و«البيضاء» وبعض الأغاني النقدية أيضا مثل أغنية «فلوس» التي يقول مطلعها «قالولي عندكش فلوس...عندك دورو تسوى دورو...ما عندكش تبات منحوس..» وأغنية «ريقي عرب» التي تنقد بعض الأوضاع العربية...كما استمتع الحاضرون بمختلف الفقرات التي قدمت فيها موسيقى ريقي افريقيا وفانك افريقيا...واظهرت قدرة خالد النملاغي عل التجديد والإرتقاء بموسيقاه المتنوعة نحو الأفضل كما عانقت ياسمين عزيز الروعة من خلال معانقتها لآلة الكمان وحركاتها ورقصاتها الخفيفة التي أكدت علاقتها الروحية مع هذه الآلة التي عاشرتها منذ حوالي 20سنة أي منذ سن الرابعة من عمرها وحصدت بواسطتها الجوائز و صنعت نجوميتها وهي لا تزال تواصل دراستها الموسيقية إلى الآن بالولايات المتحدةالأمريكية.ونختم مع الفنان رؤوف بن عمر الذي رافق مسيرة ياسمين منذ بداياتها وتابع سهرتها على ركح مسرح الحمامات وقال لنا ان ياسمين لا تتوقف فهي دائمة البحث و التجديد وتفاجئك دائما بإبداعاتها التي تعود بالأساس إلى تكوينها العميق و تشبعها منذ طفولتها بالموسيقى الكلاسيكية التي ساعدتها ولا تزال ستساعدها على مزيد التطور والإبداع لتكون ياسمين ظاهرة موسيقية نادرة في تونس. صور وتغطية: منذر عزوز