شهدت جميع النقاط الحدودية في شمال سيناء امس حالة استنفار أمني، سواء من الجانب المصري أو «الإسرائيلي»، وذلك على خلفية الهجوم المسلح الذي استهدف كمينًا أمنيًّا على الحدود مساء أول أمس مما تسبب في سقوط أكثر من 20 عسكريًّا مصريًّا بين قتيل وجريح... يذكر أن مصر كانت قد أغلقت معبر رفح البري فيما أغلقت اسرائيل معبر كرم أبو سالم. وقالت مصادر عسكرية مصرية إن القوات المسلحة أعلنت حالة الطوارئ في سيناء خاصة بمنطفة رفح؛ وذلك لسرعة القبض على المتهمين بقتل الضباط والجنود في هجوم على نقطتين للجيش برفح مساء اليوم الأحد، بعد ارتفاع عدد القتلى إلى 15 ضابطًا وجنديًّا فضلا عن عشرات الجرحى. كمائن بالجملة
وذكرت تلك المصادر أنه تم نشر ما يقرب من 50 كميناً، علاوة على تمشيط المنطقة بالكامل وإجراء تحريات مكثفة والتعاون مع شيوخ القبائل؛ لرصد المتسببن في الحادث في أسرع وقت.
وفي سياق حالة الاستنفار الأمني هذه، حلقت مروحيات عسكرية مصرية بسماء المنطقة الحدودية مع «إسرائيل» وسط إنتشار كثيف لقوات حرس الحدود. وقامت المروحيات بتمشيط المنطقة ، كما انتشرت قوات تابعة لحرس الحدود بالمناطق الحدودية مع «إسرائيل» في محاولة للسيطرة على الموقف في أعقاب الهجوم الذي استهدف وحدات تابعة للجيش بالمنطقة..
في السياق ذاته، قالت مصادر أمنية بجنوب سيناء إن تعليمات أمنية عليا صدرت بتشديد الإجراءات الأمنية على المنتجعات السياحية المنتشرة على طول خليج العقبة والبحر الأحمر بسيناء ومنع تحرك الأفواج السياحية ليلا ووقف رحلات السفاري الفردية التي تتم في الجبال.
وأكدت المصادر أن الأوضاع الأمنية مستقرة داخل مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع وسانت كاترين إلا أن إجراءات احترازية بدأت أجهزة الأمن في اتباعها. وقال شهود عيان بمدينة العريش المصرية إن شوارع المدينة خلت تماما من المارة مساء امس بعد الهجوم المسلح الذي شنه مجهولون على نقاط حدودية للشرطة المصرية.
وأكد الشهود أن الوضع متوتر داخل مدن العريش والشيخ زويد ورفح المصرية عقب الهجوم المسلح وأن حالة من الغضب انتابت الأهالي عقب الإعلان عن الهجوم . وأكدت مصادر حدودية مصرية أن السلطات المصرية أغلقت معبر رفح الحدودي لأجل غير مسمى عقب هجوم سيناء.
كما فرضت سلطات مطار القاهرة الدولي استعدادات أمنية مشددة، علي محيط المطار وداخل قاعات السفر والوصول وداخل مواقف السيارات، عقب الهجوم. ورجحت حركة الاخوان المسلمين وقوف الموساد وراء الهجوم الارهابي.
في الأثناء، افادت التقارير الإخبارية بأن القوات المسلحة شكلت لجنة تحقيق من المخابرات والأمن القومي للتحقيق في هجوم رفح، فيما رفع الجيش الثاني حالة الاستعداد القصوى تحسبا لأعمال عنف..
وكشف مصدر أمني رفيع المستوى أن الفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس العسكري، ورئيس أركان الجيش المصري سيتوجه إلى شبه جزيرة سيناء بصحبة قائد سلاح حرس الحدود لمتابعة الحادث..
واستغلت «إسرائيل» الهجوم التي تتهمها بعض الجهات بالوقوف وراءه، لدعوة القاهرة إلى «القيام بعملية للسيطرة وضبط الأمن ومنع الإرهاب في سيناء»، حسبما صرح وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك. تهديد ووعيد
وفي الوقت نفسه هدد رئيس مجلس الوزراء المصري هشام قنديل المجرمين الذين يقفون وراء الهجوم برد مؤلم وقاس . من جانبه توعد الجيش المصري أمس ب «الانتقام» لمقتل 16 من قوات حرس الحدود في هجوم شنه مسلحون وصفوا بأنهم «ارهابيون» تسللوا بعد ذلك الى اسرائيل حيث قتل خمسة منهم.
ويعد هذا الهجوم الاخطر الذي تتعرض له القوات المصرية في سيناء منذ توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل في العام 1979. وتحت عنوان «نقسم بالله انا لمنتقمون»، قال بيان للمجلس الاعلى للقوات المسلحة بثه المسؤول عن صفحته الرسمية على الانترنت واذاعته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الليلة قبل الماضية «نحن لسنا ضعفاء أو جبناء أو نخشى المواجهات، ولكن من الواضح أنه لم يعد يفهمنا الجهلاء ذوو العقول الخربة التي تعيش في عصور الجاهلية، نحن راعينا حرمة الدم المصري لكن ثبت اليوم أنهم ليسوا مصريين، رحم الله شهداءنا الأبرار وإنا غدا لمنتقمون»».
واضاف البيان ان مرتكبي الاعتداء على حرس الحدود المصريين «لا دين لهم ولا ملة وإنما هم كفرة فجرة، أثبتت الأيام أنه لا رادع لهم إلا القوة وسيدفع الثمن غاليا كل من امتدت يده طيلة الشهور الماضية على قواتنا في سيناء، سيدفع الثمن غاليا أيضا كل من تثبت صلته بهذه الجماعات أيا كان وأيا كان مكانه على أرض مصر أو خارجها».
وتعهد الرئيس المصري الليلة قبل الماضية باستعادة السيطرة على سيناء بعد اجتماع مع مسؤولين من الجيش والشرطة واجهزة الاستخبارات. وقال مرسي في كلمة بثها التلفزيون ان القوات المصرية «ستفرض كامل السيطرة على هذه المناطق»، متوعدا منفذي الهجوم بان يدفعوا «ثمنا غاليا». واعلن وزير الداخلية المصري اللواء احمد جمال الدين في بيان رسمي انه «تم تشكيل مجموعة عمل من المتخصصين على مستوى عال من أجهزة المعلومات والأجهزة المتخصصة بوزارة الداخلية للتوجه الفوري لموقع الأحداث لكشف الملابسات والخلفيات التى أحاطت بهذا الحادث وتحديد أبعاده والتوصل لكل من شارك أو تعاون مع مرتكبيه».