الزردة هي احتفال شعبي يتم إحياؤه سنويا وبشكل دوري في نفس الفترة الزمنية تقريبا ومن بين عناصرها القارة ذبح الأضاحي وتوزيع المأكولات على المتساكنين، وتقام زردة الولي الصالح سيدي أبي إسحاق الجبنياني خلال شهر مارس من كل سنة وتدوم يوما واحدا وهي مناسبة احتفالية شعبية يحييها أهالي معتمدية جبنيانة من أجل الاستسقاء وطلب الغيث النافع كما تتضمن ذبح الأضاحي وتقديم القرابين. وتبدأ التحضيرات للزردة في كل حي من أحياء جبنيانة إذ تتكون لجنة في كل حي يترأسها شيخ يحظى باحترام الأهالي يقوم بجمع التبرعات لشراء الأضحية وما يميز زردة جبنيانة أن الأضحية يجب أن تكون أبقارا وقد يتجاوز عددها العشرة في سنوات الرخاء الاقتصادي، وينطلق الاحتفال بالزردة منذ طلوع الفجر بتجمع الناس في مقام الولي الصالح سيدي أبي إسحاق حيث يصلي الناس صلاة الصبح بالمسدة ثم يصلون صلاة الاستسقاء ويكثرون من الدعاء والتكبير والتهليل طلبا للغيث النافع.
وتتكفل النسوة في الأثناء بجلب فطور الصباح الى مقام الولي الصالح سيدي أبي إسحاق كل حسب طاقته المادية والذي يتكون عادة من العصيدة والبيض المسلوق، وبعد طلوع الشمس تبدأ عملية ذبح الأضاحي بساحة المقام وسط أجواء احتفالية تتخللها الزغاريد والغناء وأنواع مختلفة من رقص النساء والأطفال.
وبعد أن تتم عملية الذبح يتم تقسيم لحم الأضاحي كل حسب مساهمته المادية في ثمن شراء الأضحية وفي منتصف النهار يكون الغداء جماعيا بساحة مقام سيدي أبي اسحاق ويتكون بالضرور من الكسكسي أما الفترة المسائية فيشرف الرجال على الاحتفالات من عادة غناء شعبي ورقص وألعاب جماعية وشعر خاصة من النوع الصالحي، ومسابقات شعرية وعزف على آلة الناي أو الزكرة، ومازال البعض يتذكر مساهمة فقيد الفن الشعبي المرحوم إسماعيل الحطاب الغنائية والشعرية عندما كان صبيا مع فرقة والده الحطاب بن البشير وتتواصل الاحتفالات الى غروب الشمس.