الغنوشي يُواجه تهمتي ارتكاب مؤامرة على أمن الدولة والاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة    الجامعات العمومية تنطلق في استغلال خدمات السحاب الرقمي    رئيس الحكومة يؤكد في لقائه مع نظيره الكوري أن كوريا شريك استراتيجي لتونس    سعد بقير يعلن رحيله عن أبها السعودي    نابل: تسجيل مُحاولة غش في اليوم الأول من الباكالوريا    وقفة احتجاجية للعاملين على خلفية عدم تمكينهم من سلفة شراء الأضاحي.. التفاصيل    "تيك توك" يتعرّض إلى هجوم إلكتروني    رسميا: السعودية تعلن موعد تحرّي هلال ذي الحجة    خلال لقائه مع نظيره الكوري في سيول.. وزير الخارجية يؤكد رغبة تونس في استقطاب المزيد من الاستثمارات الكورية    بنزيمة يثير الجدل'' بالبرنوس الجزائري''    ماهي الإختلافات بين أدمغة الرجال والنساء..الذكاء الاصطناعي يُجيب (فيديو)    تزويد 51 عائلة بهذه الجهة بالماء الصالح للشرب    مهدي العبدلي:"مشروع مدننا العتيقة دون بلاستيك يهدف بالأساس إلى ترسيخ الوعي والثقافة البيئية" [فيديو]    تونس نجحت في تنفيذ إصلاحات هامّة لأجل دفع الاقتصاد    السعودية تدعو لتحري رؤية هلال شهر ذي الحجة..    دعوة الناشطين في مجال توزيع الأسمدة الكيميائية المعدة للاستعمال الفلاحي الى تحيين تصاريح نشاطهم.    بعد الإفراج عنها: ''التيكتوكر'' إيمان تخرج عن صمتها    الرابطة الأولى: مستقبل سليمان يرد على طلب نجم المتلوي .. ويستنكر تصرفاته    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    طبيب فرنسي يُهاجم نادين نسيب نجيّم...كيف ردّت عليه؟    ظافر العابدين عضوا في لجنة تحكيم مهرجان عمان السينمائي    اليابان: طوكيو تطلق تطبيق مواعدة خاص لرفع معدل الولادات    العثور على جثة مقيم ايطالي في منزله بالحمامات..وفتح تحقيق..    قطب صناعة الإعلام روبرت مردوخ يتزوج في سن 93    سوسة: وفاة شخصين في اصطدام سيارة أجرة بشاحنة    المنتخب الوطني: التشكلية المحتملة لمواجهة غينيا الاستوائية    11 حالة وفاة في يوم واحد    تونس: قطاع الصناعات التقليدية وفّر 7000 موطن شغل    عاجل/ منع أعضاء المجلس المحلي للتنمية بهذه الجهة من الدخول إلى مقر المجلس..    معدل الحرارة لشهر أفريل 2024 كان أعلى ب0،6 درجة    تصفيات كأس العالم 2026: المنتخب الوطني يواجه اليوم منتخب غينيا الإستوائية    16 سجينا مترشحا لاختبارات الباكالوريا هذه السنة    تونس صقلية منتدى حول فرص الاستثمار والتبادل في مجال الصناعات الغذائية    طاقة مستقبلية واعدة ..الهيدروجين الأخضر .. طريق تونس لتفادي العجز الطاقي    زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب هذه المنطقة..    مرابيح البريد التونسي تفوق 203 ملايين دينار سنة 2023..    كيف سيكون طقس اليوم؟    أسعار بيع الحبوب المزارعون ينتظرون التسعيرة الجديدة ويأملون الترفيع فيها    تقرير: علامات التقدم في السن تظهر على بايدن في الاجتماعات الخاصة مع قادة الكونغرس    هام/ انطلاق الدورة الرئيسية لامتحانات البكالوريا..عدد المترشحين وسن أكبر مترشح..    عاجل/ إطلاق نار في محيط السفارة الأمريكية ببيروت..    تزامنا مع الحج.. طلاء أبيض لتبريد محيط مسجد نمرة    اليوم: انطلاق الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا    بالفيديو: عراك تحت قبة البرلمان التركي بين نواب حزبين    لشبهات غسيل الأموال ..الاحتفاظ برجل الأعمال حاتم الشعبوني    لقاء يجمع وزير الصّحة بنظيره المصري    مبابي يستعد لمقاضاة باريس سان جيرمان    استفسار حول تأثير التطعيم    الاستعداد للحج .. "شوق" وعادات وفيه "منافع للناس"    تونس الثقافة والأدب والموسيقى تشع في الصين من خلال زيارة رئيس الجمهورية    تصفيات مونديال 2026 - المنتخب التونسي من اجل الفوز الثالث على التوالي والمحافظة على الصدارة    الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف: مشاركة 4 أفلام تونسية 2 منها في المسابقة الرسمية    تفاصيل الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي: انماط متنوّعة في دورة التأكيد    هذا موعد رصد هلال شهر ذو الحجة    4 نصائح لمحبي اللحوم    عاجل/ هذا موعد رصد هلال ذو الحجة..    عاجل : اكتشاف سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور    في المعهد العالي للفنون والحرف بتطاوين ...7 آلاف كتاب هبة لمكتبة المعهد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهدية : نقص مياه الشرب... يتطلب إحداث مشاريع ضخمة
نشر في الشروق يوم 10 - 08 - 2012

بقطع النظر عن أزمة المياه التي تعيشها عدة مناطق من ولاية المهدية، فإن الموارد المائية بالجهة أصلا تعتبر محدودة للغاية، كما تتميز بارتفاع درجة ملوحة مياه الآبار الفلاحية التي حدت من إمكانية تنويع الزراعات وتطوير الإنتاج والإنتاجية.

تكثف الطلب على المياه بجهة المهدية خاصة بعد تزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشرب حسب مندوبية الفلاحة لحوالي3263 منتفعا بكلفة ناهزت ثلاثة مليارات و856 ألف دينار، والتوسع في المناطق المرويّة، ومواصلة تجهيزها بمعدات الاقتصاد في مياه الري، واستصلاح وتعصير المناطق السقوية المتقادمة خاصة بمعتمدية سيدي علوان وشربان وأولاد الشامخ والمحارزة، وإحداث مناطق سقوية جديدة بهبيرة والسلاطنة بأولاد الشامخ وأولاد مولاهم بالسواسي .
ومما زاد الأمر تعقيدا تلك البناءات الفوضوية التي رافقت الثورة ففرضت واقعا أجبرت الدولة على الاستجابة لمطالبهم بالتزود بالماء الصالح للشراب دون دراسات فنية واستعدادات لوجستيكية.

ومع تزايد الطلب على المياه بمدينة المهدية في فصل الصيف حيث يتضاعف عدد السكان حوالي 4 مرات مع دخول موسم السياحة إلى ذروته، إضافة إلى ارتفاع الطلب على الزراعات الملتهمة مثل الطماطم والبطاطا التي تعتبر مدينة المهدية من أهم منتجيها على المستوى الوطني فإنه يتحتم على الجهات المسؤولة التفكير جديا في إيجاد الحلول الجذرية المناسبة والأقل كلفة لأزمة المياه بالجهة، ولدعم المخزون المائي وضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.

فوضعية الموارد المائية بالجهة حرجة إذ أن أغلب المياه متوفرة بطريقة الجلب ( مياه الشمال أو من مياه الوسط نبهانة الذي يشع على أربع ولايات القيروان والمهدية وسوسة والمنستير)، هذه الإشكاليات المتفاقمة وغيرها وفي نطاق المشاريع ذات الأولوية المقترحة من المندوبية الفلاحية ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2012 والمقدرة بأكثر من 8 ملايين دينار كحلّ يستجيب لطلبات المواطنين والواقع الميداني من بينها إحداث بئر عميقة «بشيبة» المهدية لتدعيم الريّ بمنطقتي «هيبون» و«شيبة»، وإحداث وتجهيز بئر عميقة بسيدي عبد العزيز، وإحداث بئر استكشافية «أولاد خير الدين» بشربان، وإحداث بئر استكشافية بقصور الساف.

هذه الإجراءات تبدو غير كافية مما يحتم تكثيف المجهودات في مجال تنمية الموارد المائية البديلة كتحلية مياه البحر والتي خصصت الدولة مبلغ 120 مليون دينار لهذا المشروع بطاقة 50 ألف م3/اليوم، علما وأن بعض النزل تستعمل هده التقنية في حدود نشاطها مثبتة نجاعتها أو استعمال المياه المعالجة وتحلية مياه الآبار المالحة في الأغراض الزراعية بنسبة 60 بالمائة والأغراض الصناعية بنسبة 30 بالمائة وأغراض أخرى كتغدية المياه الجوفية .

هذا الحل الأخير يلاقي قبولا ملحوظا في الآونة الأخيرة كنتيجة لتقدم العلم في مجال الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الدقيقة وزيادة المعرفة بتأثيرات الملوثات على البيئة.
إلى جانب استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة الذي يساهم في المحافظة على احتياطي المياه، حيث أن استعمالها في الزراعة أو أي استعمالات أخرى بدلا عن المياه الصالحة للشرب يساهم في توسيع المساحات الزراعية لإنتاج محاصيل متنوعة وبسعر أقل كما يؤدي إلى التخفيض من التكاليف المتعلقة بإنتاج واستيراد واستعمال الأسمدة بسبب وجود العناصر الضرورية للنبات في تلك المياه، والتقليل من تكاليف الحصول على المياه في الزراعة إذا كانت مصادر تلك المياه جوفية، كما يمكن استخدام المياه المعالجة في المرافق الترفيهية مثل المياه المستعملة للسباحة.

فالتقنيات والخبرات المتوفرة لدى بعض الشركات العالمية والتي قدمت إلى المهدية لتعرض إمكانياتها المتقدمة للمساعدة على استنباط الحلول للنقص المائي ودرجة ارتفاع ملوحة مياه الري وتملّح التربة التي تعاني منها أغلب المناطق السقوية والمؤثرات السلبية للبيئة البحرية جراء مشاريع تربية الأسماك بالأحواض العائمة والأقفاص بشواطئ المهدية وسلقطة وقصور الساف والشابة قد تساهم ولو بنسب متفاوتة في توفير الحلول لأزمة المياه بالجهة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.