وطبرقة هي مدينة الغابات والصيد والغوص على المرجان، اهتم بها المؤرخون العرب والأعاجم ومرّت بمراحل تاريخية عديدة واستمرت ميناء في العهد الاسلامي منذ الفتح اذ هي تحتل موقعا استراتيجيا في شمال تونس في حوض البحر الأبيض في شمال تونس في حوض البحر الابيض المتوسط، وهي ليست بعيدة عن الضفة الشمالية لهذا البحر. لقد اضطلعت طبرقة عبر العصور بأدوار مختلفة خاصة منها الاقتصادية والتجارية، فهي باب لسهول افريقية عبر البحر، ومدخل للغايات الملتفة حولها، غابات الزان والسنديان والفرنان التي تغنى بها أبو القاسم الشابي وقد أمضى فيها فترة من حياته متمتعا بمناظرها الخلابة وطقسها الجميل، ومناخها المعتدل.
وطبرقة هي مدينة المرجان الذي يقول عن ابن حوقل في كتابه «صورة الأرض» «وفي طبرقة معدن المرجان» .. ولا أعرف في شيء من البحار له نظير في الجودة، والمرجان نبت ينبت كالشجر في الماء ثم يستحجر في نفس الماء بين جبلين عظيمين، والعاملون فيها الأكل والخلاعة ولهم فيها مكاسب وافرة، وفيها من صيود السمك ما لم أر ببلد مثله سمنا».
ويقول ابن حوقل مستطردا مفيدا لنا بمعلومات مهمة عن سلطان تونس وتجارة المرجان: «ولسلطان المغرب (بطبرقة) أمناء على ما يجرج من هذا المعدن، وللتجار بها أموال كثيرة من أقطار النواحي عند سماسرة وقوف لبيع المرجان وشرائه ويعمل بها في أكثر الأوقات في إثارة المرجان الخمسون قاربا وما زاد على ذلك مما في القارب العشرون رجلا الى ما زاد ونقص» (ص77)
وينص أصحاب الرحلات ان طبرقة كانت مرسى للمراكب الأندلسية الوافدة بالمهاجرين الأندلسي، اذ كان هؤلاء يتوجهون الى تونس عبر ثلاثة موانئ شهيرة وهي بجاية وبنزرت وطبرقة.
وكانت قبل ذلك تأتي المراكب التجارية من المدن الساحلية الأندلسية إما للتجارة او للاستراحة او للتزود بالمؤونة (!).