أكد السيد محمد البيزاني الكاتب العام للنقابة الأساسية لأعوان الديوانة أن الإصرار على تمكين أعوان الديوانة من الحق النقابي المشروط بالاستقلالية المتمثلة في عدم الانضواء تحت أي اتحاد أو جامعة نقابية أخرى أمر مرفوض. وطالب بإعادة هيكلة الإدارة العامة للديوانة على ضوء سلكين كمثيلاتها من الإدارات الديوانة في العالم الحديث. وقال محمد البيزاني إن استقلالية النقابة تجعلها أمام أمرين إما أنها ستسقط في المجاملة مع الإدارة مقابل الحصول على بعض الفتات من الطلبات وهو ما يتنافى مع الأساليب النضالية أو أن تكون على مسافة من سلطة الإشراف وتسعى إلى تحقيق مطالبها بالصيغ النضالية المعتمدة سواء من خلال إصدار البيانات أو الاحتجاجات مما يجعلها في آخر المطاف في حالة إقصاء من المدير العام للديوانة مشيرا أن هذا الوضع جعله لا يقتنع بجدول عمل من داخل النقابة المستقلة المطالبة بأن تكون أشبه ما تكون بالشعبة المهنية على حد تعبيره وهو ما دفعهم للبحث عن صيغة للانخراط داخل الاتحاد العام التونسي للشغل.
إعادة هيكلة
وقال الكاتب العام للنقابة الأساسية لأعون الديوانة إن الإدارة العامة للديوانة قبل 1996 كانت متكونة من سلكين أحدهما نشيط أي شبه عسكري وآخر مدني إلا أن بن علي دمج الهيكلين من خلفية سياسية لعسكرة الديوانة بالكامل ودفعها لخدمة أغراضه الأمنية في البلاد بينما يتمثل دورها الحقيقي في الطابع الجبائي والصحي والأمني بخصوص توريد وتصدير البضائع وهو ما يتطلب اليوم ضرورة إعادة هيكلة الإدارة العامة للديوانة على ضوء سلكين كمثيلتها من الإدارات الديوانية في العالم الحديث وكما يحق للأعوان النشاط النقابي في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل يحق لهم أيضا النشاط السياسي داعيا إلى ضرورة الحسم في هذه الإشكاليات المصيرية.
وأضاف البيزاني أن الملف الديواني قد تم طرحه في المجلس التأسيسي بطريقة سطحية وغير معبرة لطموحات موظفي الديوانة وطالب بضرورة تمكين النقابة من الحضور بالمجلس لإعادة عرض ونقاش الملف الديواني بما يستحقه من توضيحات مؤكدا على ضرورة المراجعة الجذرية للقانون الأساسي على النحو الذي يحوّل الديوانة ذات سلكين أساسيين (مدني ونشيط) مما يسمح بالعمل النقابي المنخرط ضمن اتحاد الشغل، وأشار الى أن الحراك النقابي الحالي صلب الادارة العامة للديوانة لم يبق مجرّد تنافس بخصوص تسجيل الروح «الزعامتية» بقدر ما هو حراك معبّر على تناقض جوهري في كيفية إعادة هيكلة الادارة وإعادة صياغة مسارها ضمن المنظومة الحكومية وقال «نرى أنه لا مجال لمثل هذا العمل التحديثي داخل إدارة الديوانة في غياب مجلس أعلى للديوانة يكون هو المشرف على كل ذلك».
وأوضح محمد البيزاني أن نضالهم من أجل تحقيق هذه المطالب مستمر وقد يتطلب نوعا من التضحية خاصة أمام حالة الاحتقان والسخط المتصاعد الذي يعيشه أعوان الديوانة المنخرطون صلب اتحاد الشغل بسبب سوء تعاطي المدير العام الحالي تجاه المسائل الهامة والمصيرية من خلال اتخاذه لسلسلة من القرارات الارتجالية غير المدروسة على حدّ قوله.