وفد الامام المازري سنة 453 هجريا الموافق لسنة 1061 ميلاديا ويذكر وفق بعض المصادر أنه عاش بمدينة المهدية ولم يكن من مواليدها وقد توفي بها سنة 536 هجريا الموافق ل 1141 ميلاديا ودفن بالمنستير في عهد آخر الأمراء الصنهاجيين الحسن بن علي بن يحيى ين تميم بن المعز وقد بلغ في حياته شهرة كبيرة بفضل علمه وورعه وتقواه حتى ان حكايات شعبية فيها الكرامات وخوارق العادات المنتشرة في كامل تراب الساحل التونسي وخاصة في مدينة المنستير قد نسجت حوله ولعل الاغنية الشهيرة التي يقول طالعها «يا مازري حل البيبان... انا جيتك يا سلطان... ان شاء ا& الحاجة مقضية»، تغني عن كل تعليق وهي التي تعبر عن مدى الشهرة التي بلغها الامام المازري وسط سكان جهة الساحل بأكملها. والاسم الكامل للامام المازري هو عبد ا& بن محمد بن عمر بن محمد التميمي المازري نسبة الى مازر وهي مدينة ساحلية في جنوب جزيرة صقلية وقد عاصر في حياته أواخر ايام الدولة الصنهاجية التي حكمت افريقية وقد كان له تلاميذ كثر أخذوا عنه واستفادوا من علمه ومن اشهرهم ابن الحداد الذي كان له الفضل في قراءة ونشر كتاب شيخه الامام المازري «المعلم في فوائد المسلم» وكذلك القاضي عياض بن موسى بن عياض وهو من أصل اندلسي والذي حرص على تكميل ما كتبه شيخه بكتاب حمل عنوان «اكمال المعلم» وايضا أبو عبد ا& محمد بن يوسف بن سعادة الشاطبي.
وقد كان الامام المازري فقيها اصوليا اعتنى كثيرا بصحيح مسلم حتى اعتبر من أول شراحه وقد اسمى كتابه «المعلم في شرح كتاب مسلم» لأن اهتمامه انصب بدرجة كبيرة على شرح الاحاديث الواردة في صحيح الامام مسلم والتعليم عليها لغويا وفقهيا وكلاميا ليتجلى بذلك عمق ثقافته ومتانة لغته.