تعد مسألة تحصيل الماء الصالح للشراب من المعضلات الكبرى بجهة جندوبة والتي انعكست على العباد والنبات والحيوانات على حد السواء . من بين المناطق التي لم تسلم من هاجس تحصيل الماء الصالح للشراب رغم ما تحتويه من موارد مائية هامة هي منطقة بلطة بوعوان التي طال العطش فيها أكثر من ألف عائلة وتحولت رحلة الحصول على الماء الى هاجس يومي ومعاناة لا تقدر بثمن . سكان مناطق «حوطة مباركة» و«أولاد سعيدان» و«منطقة البلد مشيخة العواوضة» والتي تضم مجتمعة أكثر من ألف عائلة يتنقلون يوميا على مسافات لا تقل عند أفضلهم عن 03 كيلومترات للبحث عن الماء عند الأجوار والعيون الطبيعية، رحلة على ظهور الحمير تدوم لساعات، معاناة زادت فيها الحرارة الصيفية بعد أن بخلت الحنفيات العمومية عن العطاء وتعطل المشروع الذي كان مبرمجا بالجهة بعد رحيل شركة المقاولات منذ سنوات بلا رجعة فبقيت القنوات شاهدة على المعاناة ولكن ما يحسب لأجوارهم أنهم لم يبخلوا عليهم بما يحتاجونه من ماء للشراب والغسيل وكل مآربهم لأنهم يؤمنون بأن الماء لا يحجب على الآخرين مهما كانت قيمته . البعض الآخر من سكان المناطق المعطشة يضطرون لشراء الماء من السيارات والشاحنات التي يتكفل أصحابها بجمع الماء من العيون الطبيعية القريبة ويكون في هذه الحالة ثمن دن 20 ل دينارا ويزيد حسب وعورة المكان ومسافة تنقل الشاحنات والسيارات . هي معاناة كبيرة أكد عائشوها أنهم كثيرا ما اتصلوا بالسلط المحلية والجهوية وعرضوا مصيبتهم لكن لا وجود لآذان صاغية ولا إرادة صادقة لإيجاد حل يخلصهم من المعاناة فطال الانتظار وتعاقبت السنوات والوضع على حاله . كثرة الإقبال على العيون والحنفيات المجاورة لأن أهلها لم يمانعوا في تمكين أجوارهم من الماء مهما كان حجمه ونوعه سببت عطشا للحيوانات الأليفة وحيوانات الغابة كما تسبب في جفاف طال الأشجار«الجنان» التي كانت لا تنقطع عنها العيون المتدفقة لكن كثرة الاستعمال قلصت من كمية الفائض من الماء والتي تستغل عادة في ري «الجنان» الذي تتميز به كل عائلة .لكن بعضهم قال ل«الشروق» لا يهم فالأولوية للبشر.