قادتني حاجة أكيدة ملحة الى احدى الإدارات ذات السيادة، وكنت ملقحا بنصيحة فاعل خير ضد فيروس «ارجع غدوة» وانفلونزا «بر ويجا» خاصة ان الأمر يتعلق باختصاص جديد عندنا وهو نبش القبور وقراءة عظام الرفات وحاجتي هي استخراج رفات ملف مدفون في «القبر المنسي» في «جبانة الحفظ والأمان» لإعادة البحث في أسباب الوفاة بعدما تأكد أن في أكثر من ادارة لا تموت ملفات ولا تنتحر وانما يتم دفنها حية ومآلها جهنم المحروقات حرقا في المزابل المراقبة حفاظا على البيئة وسلامة المحيط الاداري. فاعل الخير هذا قال لي لا تتعب ولا تقلق ما إن يحل ركبك بالإرادة اسأل عن سي ضمير وقل له بعثني سيد فلان الفلتاني (من الفلتة لا من فلتان) وسيكون الأمر مقضيا. وصلت الى مركز السيادة وتسللت عبر الاسلاك الشائكة في بابها الرئيسي الى داخلها بعد تقديم هويتي لمن طلبوها مني وبعد شرح مستفيض لحاجتي والقسم بأغلظ الايمان بأن لا «فيها واو» ولا «إن».
دخلت مركز السيادة فوجدت المركز ولم أجد أثر للسيادة ورأيت «كل فول لاهي في نوارو» في الربيع العربي في غياب مداواته من «الزفيتي» الذي بات ينخره، فتشت عن أثر للاصلاح الاداري قبل وبعد استقالة وزيره فرأيت الكل مستقيلا معفيا من العمل ومن توقيته ومن كل قوانينه وضوابطه لا رئيس يأمر ولا عون ينفذ ولا هم يحزنون ولا هم يفرحون. والجديد الجديد «يقربع» هو تجديد «الأعراف» فلا العرف يعرف الاعوان ولا الاعوان يعرفون العرف وكل الأمور في العنبر وفي نوار الفول. فتشت في كل المكاتب المهجورة فلم أجد سيدا ولا سيادة.
لا أحد يعرف أحدا فهل مازالت طاحونة المعارف تشتغل تدر طحينا ولا تسمع لها جعجعة. أخيرا صادفني ابن حلال سألته عن سي ضمير فانفجر ضاحكا وهو يسألني «وين كنت راقد»؟ شككني الرجل في نفسي هلا أكون من أهل الكهف استيقظت في زمن غير زماني خاصة وأن كل ما أراه غريبا عجيبا «يحبّس المخ» قلت له لم أفهم شيئا من سؤالك فجاء الرد يا حسرة سي ضمير «خذا التقاعد».