«ياحسرة على رمضان زمان « هكذا افتتح محدثنا الكلام عن شهر رمضان هو شيخ في عقده الثامن التقيناه بالحديقة العمومية مع مجموعة من رفاق دربه والذي قال قديما يتم اعداد العولة لهذا الشهر من لوازم الحساء والرشتة و النشية و البركوكش كلها اكلات خلال رمضان كما ينضاف اليها الطاجين بونارين الذي يطبخ بين ناري الفحم وقديما نحلي بالهريسة الدياري والزلابية فقط اما المشروب فاننا نكتفي باللاقمي والغلة هندي وكرموس وقديما رمضان له نكهة خاصة ويترقبه الصغار والكبار في قفصة معروف باللمة العائلية التي بدأت تضمحل وبعد تبادل الاكلات قبل المغرب بين العائلات ينتهي الفطور بخروج الرجال الى 4 مقاهي كانت في المدينة وهي قهوة علية وقهوةزهيو وقهوة الاستقلال ومقهى منصور القروي وذلك للعب «الكارطة او الروندة» والديمينو والشيش بيش اما النسوة فيجتمعن بسقيفة احدى البيوت حتى وقت متاخرمن الليل يتسامرن ويلعبن لعبة السيق والدكمان والاغاني فيما يجتمع صغار الحومة للاشتراك في الالعاب الليلية مثل الحيلة والدقة والطش والكاريو العربي والسوري واخر الليل يجتمع الجميع للاستماع الى الخرافات بعدما نجلب «العافية» من الكوشة التي كانت تستعمل الفيتورة (بقايا رحي الزيتون) التي نستغلها للتدفئة وطبخ الشاي حتى الصحورالذي نتفطن اليه بقدوم بوطبيلة. لقد صمت رمضان سنة 81 في عز الصيف كنت في الغابة اقوم بالاعمال الفلاحية وعند العودة اتجه الى وادي الباي الواد الكبير للرجال والاطفال والصغير للنساء اما واد السيالة فهو مخصص لغسل الادباش فيما تستعمل الميضة للوضوء فهي باردة صيفا وحارة شتاء اين الترميل الان اين اللمة العائلية أين الفرحة والسهريات وصياح الاطفال الذي ينبعث من كل حومة الم اقلك ياحسرة على رمضان زمان.