في خطوة غير منتظرة بادر الملحن الشاب ربيع الزموري بتصوير أغنية «مركب الأحلام» في كليب بعد أن قام بإصدارها في شريط غنائي في أول لقاء فني له مع الصوت الواعد مروى قريعة عن نص للشاعر حاتم القيزاني. نسوق هذه الملاحظة على اعتبار أن ربيع الزموري معروف عنه تلحين أغاني والموسيقى التصويرية للمسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية وله في ذلك إنتاجات متميزة.. ولعلّ في أغنية مسلسل «صيد الريم» التي أداها صابر الرباعي وأغنية مسلسل «من أيام مليحة» التي أدتها أمينة فاخت تأكيد على ما يتوفر عليه من امكانيات إبداعية وحسن تعاط مع المقامات الموسيقية ومناخات الانتاجات الدرامية التي تتطلب بحثا وتمحيصا ودقة وحرفية عالية. ربيع الزموري يكشف السرّ
في لقاء معه كشف الملحن الشاب ربيع الزموري السرّ وراء مبادرته تصوير أغنية «مركب الأحلام» في كليب الى جانب إصدارها في شريط بالقول: إنه التزام أخلاقي تجاه الصوت الواعد مروى قريعة الذي تمّ اختياره عن اقتناع بأداء «مركب الأحلام» كأغنية للمسلسل التلفزيوني «لأجل عيون كاترين» الذي عرضته الفضائية التونسية «نسمة» على امتداد شهر رمضان المعظم.. اخترت هذا الحل بعد أن تمّ تغيير الأغنية 48 ساعة قبل انطلاق بث أحداث المسلسل.
لننطلق من البداية.. كيف جاءت فكرة إعداد أغنية مسلسل «مركب الأحلام»؟
لقد اتصل بي المنتج نجيب عياد والمخرج حمادي عرافة وطلبا مني إعداد «جينيريك» مسلسل «لأجل عيون كاترين» على أن يكون ذلك في شكل أغنية كما طلبا مني اختيار الصوت المناسب لأداء هذه الأغنية، فكان توجهي حسب المناخ العام للعمل (أي المسلسل) أن يكون الصوت المؤدي للأغنية من الطاقات الابداعية الشابة.. وانطلقت في عملي بكل حماس وتفاؤل بحثا عن اللحن المميز في إطار بنية لحنية وإبداعية فيها روح حداثية وشبابية.
وعلى عكس منهجية العمل التي سلكتها في تلحين «جينيريك» مسلسل «صيد الريم» حيث كانت البداية بدراسة صوت الفنان صابر الرباعي تمّ البحث عن البيئة الصوتية ولون الآلات التي تتماشى مع الصوت نحو صياغة الأغنية.
هذه المرة غيّرت الاتجاه حيث قمت بوضع المناخ الموسيقي للأغنية ثم انطلقت في البحث عن لون الصوت الذي يتماشى مع ذلك المناخ على اعتبار أنه مناخ ذو نفس حداثي وشبابي انطلقت في رحلة البحث عن الصوت المناسب صحبة عدد من الأصدقاء المختصين في المجال الموسيقي.
واستقرّ الرأي على صوت الفنانة مروى قريعة؟
بالفعل على اعتبار أن ما شدّني في صوت مروى قريعة أنه يتماشى مع الألوان الصوتية للآلات الموسيقية اضافة الى ما تتوفر عليه من صفاء وقوة واتساع مساحته (أي الصوت) علما وأن الأغنية تتطلب مساحة صوتية شاسعة، وأؤكد أن اختياري على صوت مروى قريعة لقي ترحيبا خاصا من المنتج نجيب عياد والمخرج حمادي عرافة.
كم تطلّب منك إعداد هذه الأغنية؟
اشتغلت على هذه الأغنية قرابة الشهرين والنصف بين تلحين وتوزيع وتنفيذ وتسجيل.
وحدثت المفاجأة؟
نعم حدثت المفاجأة التي لم أكن أنتظرها.. حيث علمت أن السيد نبيل القروي المسؤول الأول عن قناة «نسمة» لا يرغب في بث أغنية المسلسل بصوت مروى قريعة بعد الاستماع إليها (أي الأغنية). يعني أن السيد نبيل القروي هو الذي رفض أن تكون مروة قريعة التي تؤدي الأغية؟ نعم..
وماذا طلب منك بعد قراره هذا؟
طلب مني أن يكون المؤدي له شهرة كبيرة.. بعبارة أخرى أن يكون صوتا معروفا.
وكيف تعاملت مع هذا الطلب؟
الرفض المطلق على اعتبار أن في ذلك تعسّفا على قناعاتي الفنية وعلى اعتبار أن اختيار صوت جديد لأداء أغنية «الجينيريك» لأداء أغنية «الجينيريك» تتطلب بحثا طويلا واعادة صياغة للحن حتى يتماشى مع الطبقات الصوتية للاسم الفني الجديد وأرى في ذلك مغامرة غير محسوبة العواقب حيث تعود بالسلب على الصوت الجديد الذي سيؤدي الأغنية والمسلسل أيضا مع التأكيد أنه تربطني علاقات مودة واحترام مع كل الاسماء الفاعلة في المشهد الموسيقي التونسي لكن هناك ضوابط المهنة الموسيقية من الواجب احترامها.
هذا القرار حزّ في نفسك؟
بالطبع، إذ أنه من المؤسف جدا هذا التدخل المجاني لمن لا اختصاصا موسيقيا له في عمل ابداعي أعطيته من جهدي الكثير، لقد أصبح الابداع الموسيقي مستهدفا فليس من اليسر بمكان أن يتم التغيير الموسيقي خاصة إذا تعلق الأمر بأغنية خاصة بمسلسل درامي. وحزّ في نفسي أيضا أن هذا العمل الذي كنّا سعداء به تم إلغاؤه في آخر لحظة.
وماذا عن ردّ فعلك؟
عندما قال لي السيد نبيل القروي غيّر الصوت أو اترك لنا حرية التصرف، اخترت الحل الثاني وتركت له حرية التصرّف حيث بادرت بسحب اسمي من «الجينيريك» بالرغم أن الموسيقى التصويرية للمشاهد الداخلية هي من انتاجي وأسجل في هذا الاتجاه بكل اعتزاز تضامن كل الموسيقيين معي.
مروى كيف تقبلت قرار إلغاء مشاركتك بالغناء في مسلسل «لأجل عيون كاترين»؟
بدا عليها التأثر.. لكن وقع الصدمة كان أقل على اعتبار أنه لم يتم استبدالها بصوت جديد.. سحب الاغنية بأكملها تأكيد على أننا جميعا كنا مقتنعين بأدائها المميز والمتميز للعمل. وكان يمكن أن يكون وقع ذلك أشد على نفسها لو غيّرتها بصوت آخر.
وجاء القرار بتقديمها الى الجمهور؟
نعم.. هذا العمل لابد أن لا يبقى سجين الرفوف، لذا بادرت بتصويره في كليب وتسجيله واصداره في شريط حتى يستمع اليه الجمهور وسيكتشف حتما الكثير من مزايا صوت مروى قريعة بدرجة أولى وهذا البعض منها (الأغنية): مركب الأحلام وين هارب بينا ورا حلمة جرينا شقينا ما لقينا شوارعنا فينا ضعنا وضاع العنوان عليّ دويّ يا صوت فجّرها الكلمة بركان عدّي حدودك غير فوت معاد تصدّك بيبان علّي دوّي يا صوت خلّيها شمسك تبان تضوّي تنور البيوت تنسينا ليالي الحرمان