لقاء المنتخبين الرواندي والغيني أمس بمركب 15 أكتوبر لم يشذ عن القاعدة.. والقاعدة هنا هي ضمان الفرجة والإبداع كلما تعلق الأمر بلقاء كروي افريقي افريقي.. فالمنتخب الرواندي وحسب تصريحات عناصره لم تكن الهزيمة أمام غينيا بالنسبة له تعني الانسحاب.. في حين خاض الغينيون لقاءهم تحت شعار التأكيد بعد انتصارهم الثمين أمام لكونغو. ومنذ بداية اللقاء لاح على الروانديين حرصهم على مباغتة منافسهم لازالة كابوس القلق ا سيما أنهم مطالبون بتجنّب الهزيمة لو أرادوا مواصلة المشوار في بقية مراحل هذه الكأس ولعل تصويبة اللاعب كامنزي التي كادت تغالط الحارس الغيني كانت بمثابة الانذار المبكر للحارس محمد كايتا، ردّ عليها كامارا من جانب الغينييين بقذفة صاروخية ارتطمت بالعارضة الأفقية على اثر كرة ثابتة من 25 مترا. بعد هاتين المحاولتين دخل الفريقان في صلب الموضوع لتتعدّد المحاولات من هذا الجانب وذاك، لعلّ أبرزها عن طريق المهاجم الغيني كامارا الذي أخفق في التسجيل أمام شباك خالية (دق. 16) ولئن استمدّ الغينيون قوتهم من حسن انتشارهم فوق الميدان واعتمادهم على التوغلات الجانبية السريعة فإن الروانديين ركزوا محاولاتهم الهجومية علي ضعف دفاع منافسهم الذي لاح مرتبكا عند ارجاع الكرة لينتهي الشوط الأول متعادلا نتيجة وأداء. هدف ثمين في الشوط الثاني نزل الغينيون بثقلهم محاولين استغلال المساحات الشاغرة ولم تمض ثلاث دقائق (دق 48) حتى كان المهاجم تيتي كاماراعلى موعد مع افتتاح النتيجة على اثر امداد طويل من الجهة اليمنى اثر ذلك كاد المهاجم سليمان أن يضيف الهدف الثاني لكن كرته أخطأت الشباك وارتطمت بالقائم الأيسر للحارس الرواندي في حين اكتفى الروانديون ببعض الهجومات المرتدّة مستغلّين أخطاء دفاعية فادحة كادت تكون وخيمة على الغينيين في النصف ساعة الأولى من الشوط الثاني. هذا الضغط الرواندي أثمر هدفا ثمينا من أقدام كامنزي في الدقيقة (90) نزل بردا وسلاما على أحباء المنتخب الرواندي ليعود الأمل من جديدا يدغدغ الروانديين في تدارك ما فات. رأي فني * محمود الورتاني (مدرب) مستوى المقابلة كان ضعيفا نسبيا في الشوط الأول إلا أنه تحسّن في الشوط الثاني. المنتخب الغيني لعب بطريقة 4 4 2 لتتحول الى 4 3 3 عند الهجوم. اللاعب فيدونو تحكّم في وسط ميدان المنتخب الغيني في خطة صانع ألعاب. بعد خمس دقائق من اللعب غير المركز من كلا الفريقين آخذ الفريق الغيني بزمام المقابلة وخلق تفوقا فوق الميدان على جميع الأصعدة خاصة على مستوى الانتشار مما جعله يحتكر المباراة بنسبة 80 الى جانب تفوق فني وحضور بدني واضح. المنتخب الغيني أكد من خلال هذا المردود حسن استعداده. في الشوط الثاني وبعد الهدف الغيني تحرّك المنتخب الرواندي أكثر باعتماده طريقة 3 5 2 وأصبح قريبا من شباك المنتخب الغيني دون أن يخلق فرصا سانحة للتسجيل.. المنتخب الغيني اعتمد على الكرات المرتدة وخلق فرصا هامة خاصة في الدقيقة 72 عن طريق المهاجم سليمان يولا وتيتي كامارا في الدقيقة 82 وهدف التعادل بالنسبة للروانديين لم يعط فكرة صحيحة على المردود العام في المقابلة. وهذا درس في كرة القدم فالمقابلة لا تنتهي إلا بالتصفيرة النهائية للحكم. تصريحات فورية * راتومي راكوفيتش (مدرب رواندا) النتيجة التي حققناها اليوم أمام المنتخب الغيني جدّ هامة، وفرت لنا فرصة الأمل لمواصلة المشوار لتبقى حظوظنا قائمة لتجاوز الدور الأول رغم مبادرة منافسنا بالتسجيل إلا أننا لم نستسلم حتى الدقيقة الأخيرة، أشكر اللاعبين على استبسالهم وانضباطهم. * ميشال دوسيي (مدرب غينيا) رغم سيطرتنا على مجرى المقابلة فإننا أضعنا انتصارا ثمينا في الوقت البديل حيث كان بإمكاننا تفادي هذه النتيجة وبالتالي كسب الانتصار، إلا أن أبنائي وقعوا في بعض الأخطاء الفادحة مع افتقارهم اللمسة الأخيرة.. هدف التعادل جاء على اثر ارتباك في الدفاع.. على العموم تنتظرنا مقابلة صعبة جدا أمام المنتخب التونسي سنستعدّ لها كما ينبغي. * فؤاد المحمدي هوامش * المنتخبان الرواندي والغيني ضمّت تشكيلتهما عناصر محترفة ففي حين أثث 11 لاعبا محترفا التشكيلة الرواندية بلغ عدد محترفي المنتخب الغيني تسعة. * الامطار الغزيرة التي غمرت ولاية بنزرت أمس لم تمنع الجمهور من مواكبة اللقاء ولو باعداد أقل مما عرفته مقابلة يوم الاثنين الماضي والاستمتاع بالتالي بفرجة كروية شيقة. * وصل المنتخب مدينة بنزرت في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال حيث توجه مباشرة الى مركب 15 أكتوبر. * المنظمون أحكموا توظيف السبورة الالكترونية في بث شعارات ترحيبية بضيوف مدينة بنزرت. * عملية تفقد أرضية الميدان من طرف الحكم الغمبي كانت قبل انطلاق المباراة بساعتين. * الاذاعة الداخلية نشطت بشكل جيد بمركب 15 أكتوبر من خلال بثها إيقاعات افريقية وعربية. * مرافقو المنتخب الغيني وزعوا نشرية رياضية على الاعلاميين تضمنت مختلف مراحل نشأة وتطور الكرة الغينية. * حبّذا لو يتم إزالة الحاجز الذي يربط منصة الصحفيين بالمشرب.