طفت على السطح قضية شائكة خلال الأيام الماضية صلب الإدارة الفنية لجامعة كرة القدم وذلك بسبب الخلاف الذي حدث بين كمال القلصي والمدرب سفيان الحيدوسي بخصوص مطالبة هذا الأخير بالحصول على شهادة المعادلة المتعلقة بالدرجة الثالثة في التدريب. درب سفيان الحيدوسي العديد من الفرق التونسية والعربية وكان وراء فتح الأبواب على مصراعيها أمام المدربين التونسيين للعمل في السودان بما أنه درب أحد أقطاب الكرة في هذا البلد وهو الهلال السوداني ومع ذلك فإن هذا المدرب واجه مؤخرا العديد من المتاعب بسبب عدم حصوله على شهادة المعادلة وهو ما جعله يلتجئ إلى وزارة الشباب والرياضة لانصافه بعد أن رفض كمال القلصي المدير الفني المكلف بهذا الملف تمكينه من طلبه.
«الشروق» تحدثت إلى سفيان الحيدوسي بخصوص هذه المسألة وغيرها من المواضيع التي رافقت مشواره التدريبي خلال الأشهر الماضية فكان لنا معه الحوار التالي : في البداية ما الذي حصل بينك وبين الإدارة الفنية وتحديدا كمال القلصي؟
الحمد لله أنني تمكنت خلال الساعات القليلة الماضية من الحصول على شهادة المعادلة الخاصة بالدرجة الثالثة في التدريب الرياضي وقد اضطررت إلى اللجوء إلى وزارة الشباب والرياضة وقد صادقت احدى اللجان الفنية على منحي شهادة المعادلة مع العلم أن هذه اللجنة تتركب من عدة مدربين أكفاء يتقدمهم السيد حسن مالوش...وذلك بعد أن كانت الإدارة الفنية وتحديدا السيد كمال القلصي عارضت حصولي على هذه الشهادة بحجة أنني قمت بالتربصات الخاصة بالدرجات التدريبية في مركز «كلارفونتان» بفرنسا وقد تأكدت مؤخرا أن القلصي أراد الانتقام من شخصي من خلال حرماني من الحصول على هذه الشهادة وهو ما يشكل إهانة إلى شخصي وإلى كل المدربين التونسيين خاصة إذا عرفنا أن هذا الشخص أثبت فشله في الميدان وهو ما تؤكده مختلف تجاربه التدريبية السابقة لذلك لا أعرف كيف تم تعيينه في هذا المنصب وقد أصبحت في موقف محرج خلال الأشهر الماضية بسبب افتقاري إلى شهادة المعادلة حتى أن قرار الإدارة الفنية جعلني أتواجد أثناء المقابلات الرسمية بدرجة مدرب مساعد وهو ما اعتبرته إهانة إلى شخصي خاصة وأنني دربت العديد مت الفرق التونسية والعربية فأنا بلغت الدور نصف النهائي لكأس «الكاف» مع الهلال السوداني وشاركت مع الفريق نفسه في رابطة أبطال إفريقيا وأشرفت كذلك على تدريب الشباب السعودي أثناء مشاركته في كأسي آسيا... ولكن في المقابل أصبحت عاجزا عن التدريب في تونس لأنني لا أجيد التقرب إلى المسؤولين ولا أجالسهم في المقاهي والمطاعم كما يفعل بعض المدربين.
ألا تعتقد أن قدرتك على عدم ضبط النفس والإدلاء بتصريحات نارية أدى كذلك إلى نفور المسؤولين من التعامل معك؟
أبدا، إذ أنا أصرّ على قول الحقيقة فحسب وأعترف بأنني مدرب «باندي» بمعنى أنني سليط اللسان عندما يتعلق الأمر بقول الحق كما أنه لا أحد بإمكانه أن يتدخل في شؤوني الفنية ولا أحد كذلك بامكانه أن يمنعني من النجاح كمدرب مهما كانت العراقيل التي تعترضني.
هل توضح كلامك أكثر؟
لقد سعي الرئيس السابق للجامعة التونسية لكرة القدم علي الحفصي إلى عرقلتي من خلال رؤساء على غرار فاتح العلويني رئيس شبيبة القيروان إذ أعلمه بأن الحكام يمقتون شخص سفيان الحيدوسي لذلك من الأفضل عدم التعاقد معه وفعلا لقد تأكدت من هذا الأمر فور مغادرتي للشبيبة حيث لاحظت أن عدة حكام أصبحوا يتعاملون بأكثر مرونة مع أي فريق يتخلى عن خدماتي وفي سياق حديثنا عن فاتح العلويني أؤكد أنه كان بإمكانه تحقيق نجاحات باهرة مع الشبيبة لو أنه تخلص من صفة الإنهزامية إذ أذكر جيدا أنه قام برمي المنديل وأعلن انهزام فريقه ضد الترجي الرياضي قبل أن ننزال إلى الميدان.
هل توجد أسباب أخرى جعلتك لا تواصل العمل مع الأندية التونسية؟
شخصيا أصبحت أرفض أن أكون مدربا للأندية التي تلعب من أجل تفادي النزول أو مدرب طوارئ كما يطلق عليّ بعضهم بحكم أنني واجهت العديد من المشاكل بسبب الأزمات المالية لهذه الأندية كما أنه لا يعقل أن أشاهد مدربين لا يملكون ربع خبرتي يشرفون على الأندية الأربعة الكبرى وأكتفى أنا بتدريب أندية قاع الترتيب لذلك قررت أن أهاجر مجددا إلى الخليج حيث يمكنني أن أحافظ على الأقل على كرامتي.
نترك كلمة الختام...فماذا تقول؟
انتقدت بعض المسؤولين عن الرياضة التونسية ولكن لا بد أيضا من التنويه ببعض الأسماء التي قدمت الكثير للرياضة التونسية مثل السادة حمودة بن عمار ووديع الجريء وحمدي المدب...كما أنها مناسبة لأعتذر مجددا إلى جماهير النادي البنزرتي وذلك بعد أن أساءت بعض الأطراف تأويل تصريحاتي بخصوص الحكم الذي أدار مقابلة مستقبل قابس ونادي حمام الأنف وأتمنى شخصيا فوز النادي البنزرتي بلقب البطولة لأنه قدم مردودا رائعا خلال الموسم الحالي وكل من شاهد أداء الفريق في المقابلة الودية التي خاضها ضد «الأنتر» يتأكد من هذا الأمر.