أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس أنه لن يسمح لأحد في العالم بتمزيق التمثيل الفلسطيني، في إشارة إلى دعوة الجمهورية الإيرانية لرئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية، لحضور اجتماع دول عدم الانحياز. وقال أبومازن خلال مهرجان ياسرعرفات لدعم التعليم وتكريم المتفوقين في امتحان الثانوية العامة، « نحن قادرون على أن نحافظ على أنفسنا وكرامتنا».
نريد الوحدة ولن نسمح بالانقسام
وأضاف محمود عباس «نريد وحدتنا والعودة إليها وأن نتخلص من وصمة عار الانقسام بطريقة قانونية، ولدينا ما قدمناه وما أيدنا العالم فيه، وسنسير في هذا الخط ولن نيأس حتى نصل إلى الوحدة».
وفي سياق آخر، قال أبومازن، «إن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان المتوالية عن أنه لم يعد شريكا للسلام، تستهدف النيل منه كما فعل الاحتلال بالرئيس الراحل ياسر عرفات».
وأوضح، أنه لا يوجد في القاموس السياسي مثل هذه التعابير، متسائلا هل يمكن لجهة أو دولة أو سلطة أن تشن حربا قانونية وديبلوماسية، ورد عباس على ليبرمان بالقول «متمسكون بثوابتنا وحقوقنا ولن نتنازل عنها ابدا، مهما كانت الضغوط، فالعالم كله يقف معنا وهناك 133 دولة تعترف بنا رسميا، وباقي الدول لدينا فيها تمثيل بمستويات عدة».
وأضاف، « نحن لا نشن حروبا لا ديبلوماسية ولا قانونية، وإنما عليهم إعادة النظر بسياساتهم؛ لأن الاحتلال لن يدوم إلى الأبد، وقال «إننا باقون في بلدنا رغم كل الضغوط والعراقيل، ولن نخطئ كما أخطأنا في الماضي، والمستقبل بإذن الله لنا».
وعلى صعيد متصل انتقد المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف ما وصفه ب «استسهال حركة حماس القيام بأية خطوة من شأنها الطعن بالشرعية الفلسطينية ووحدانية التمثيل الوطني وتعميق الانقسام»، مشيرا بذلك إلى كيفية تعاطى القيادي في حماس إسماعيل هنية مع الدعوة الإيرانية لحضور قمة دول عدم الانحياز.
توتر بين فتح وحماس
وقال عساف في تصريح صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة أمس «إن حركة حماس لا ترى سوى مصالحها التنظيمية والفئوية»، مضيفا « أن من يستسهل القيام بانقلاب على الشرعية الفلسطينية وسفك الدم الفلسطيني، لن يأبه بأهمية وحدانية التمثيل ولا بالقرار الوطني المستقل، ولا بالمشروع الوطني، ويتساوى بشكل انتهازي رخيص مع مخططات دولة الاحتلال التي يشن وزير خارجيتها حملة عنصرية على رأس الشرعية الفلسطينية الرئيس محمود عباس».
وأشار إلى الحملة التي يشنها القيادي في حركة حماس محمود الزهار على الرئيس أبومازن، قائلا «من يدقق في تصريحات الزهار يكتشف ببساطة أنها الوجه الآخر لعملة العنصري الصهيوني ليبرمان، ويجمعهما هدف مشترك هو تقويض الشرعية الوطنية الفلسطينية».
وذكر عساف « أن حركة فتح قد عملت كل ما تستطيع من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مؤكدا أن حماس كانت ولا تزال رهينة لمصالحها الفئوية الضيقة، ومشروعها الذي من شأنه أن يعمق الانقسام وينفصل بقطاع غزة، ورهينة لأجندة القوى الإقليمية التي لا هم لها سوى الاستيلاء على القرار الوطني الفلسطيني لمصلحة مشاريعها الإقليمية».
ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى أخذ الحيطة والحذر في هذه المرحلة الدقيقة التي تتزايد فيها الهجمة والتآمر على القضية الفلسطينية، بهدف تصفيتها نهائيا خدمة للمشروع التوسعي الإسرائيلي، الذي يواصل نهبه للأرض والتاريخ والحضارة الفلسطينية كل يوم، وخدمة لقوى إقليمية باعت ضميرها من أجل السيطرة على نظام الحكم. وفي غزة أعلن المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حركة حماس أمس، أن رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية لن يشارك في قمة دول عدم الانحياز.
وأوضح المركز حسب مصادر مطلعة في حماس طلبت عدم الكشف عن اسمها، «أن عاملين رئيسيين كانا سببا في اتخاذ هذا القرار، أولها الحرص على توحيد الصف الفلسطيني، وعدم ترسيخ الانقسام والحرص على عدم ظهور غزة وكأنها كيان منفصل عن الوطن، والعامل الثاني هو الموقف الحالي مما يجري في سوريا، والتباين الحاصل في المواقف إزاء الأزمة واستمرار سفك الدماء».