تجددت قبيل ظهر أمس أعمال مسلحة في مدينة طرابلس العاصمة الثانية للبنان بعد هدوء حذر استمر ليومين وعاد الظهور المسلح قرب دوار أبو علي في طرابلس إلا أن الأوضاع لم تصل إلى مستوى الاشتباكات المسلحة التي شهدتها من قبل، ولم يسقط جرحى جراء ذلك. وأفادت مصادر إعلامية أنه تم إلقاء قنبلة في الحارة البرانية أعقبتها طلقات رصاص قناصة ويقوم الجيش اللبناني بمداهمات في طلعة العمري لتعقب مصادر القنص بعد رصدها.
ومن جانبه يرى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا أن العجز الحاصل في ضبط الوضع في طرابلس ليس عجزا من الجيش اللبناني، مؤكدا أن مطلب فعاليات ونواب طرابلس منذ شهور هو إعطاء أوامر واضحة من جانب الحكومة اللبنانية من أجل تجريد منطقة الاشتباكات من السلاح بالكامل. وفي الاتجاه ذاته اهتمت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية بالتطورات الاخيرة في لبنان، وقالت إن اللبنانيين يخشون من حدوث إعصار مع عودة ظهور الخلافات القديمة التي فجرت الحرب الأهلية مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم التهدئة التي شهدتها مدينة طرابلس، ثاني أكبر المدن في لبنان، بعد أسبوعين من الاشتباكات، إلا أن تلك التهدئة فشلت في إخماد الخوف الدائم في كل لبنان من أن العداوة في الشمال قد تنتشر بشكل لا مفر منه إلى الأجزاء الأخرى من البلاد. وتمضي الصحيفة قائلة، إن القادة اللبنانيين يقولون إنهم لا يخشون عودة الأيام القاتمة للحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد على مدار ستة عشر عاما بين عامي 1975 و1990.
وتقول إنه في شوارع طرابلس وبيروت، هناك إحساس قوى بأن الأمور الطائفية التي كانت سببا في الحرب الأهلية اللبنانية تقود التوترات الحالية. وتعتقد الصحيفة أنه لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على انتهاء التوتر في مدينة طرابلس، مشيرة إلى أن العلويين في المدينة يؤيدون النظام السوري برئاسة بشار الأسد، في حين يؤيد السنة المعارضة المسلحة.