من بين المشاريع المعطلة بالقيروان نجد قطاع التجهيز الذي يشكو من مشاريع مرصودة اموالها منذ سنوات لكنها غير منفذة مثل المسالك الفلاحية بكلفة 5.511 مليون دينار. الأسباب كثيرة بينها التعطيل الإداري وعدم التزام المقاولين. تتواصل في ولاية القيروان أشغال إعادة تهيئة وتعبيد وصيانة نحو 400 كلم من المسالك الريفية. وقد انطلقت الأشغال الفعلية لكن عديد المشاريع بقيت غير منفذة لعدة أسباب. بينها عدم التزام المقاولين وعدم احترامهم لكراسات الشروط.
ففي معتمدية نصرالله نجد تهيئة وتعبيد مسلك مدرسة الشابي أولاد صالح مازال معطلا بسبب تباطؤ المقاول فتم التنبيه عليه من قبل إدارة التجهيز بالرغم من فتح حوزة الطريق وهي سبب الاشكال والمقاول بصدد إعداد الأمثلة التنفيذية للغرض. أما مسلك فم الفجيج فنجد أن خلافا في إصلاح عطب في القناة الرئيسية للمياه يحول دون استكمال المشروع وهذان المشروعان بكلفة 1.346 مليون دينار وأموالهما مرصودة دون تنفيذ.
وقد اضطرت ادارة التجهيز الى فسخ عقد مع احد المقاولين المشرفين على مسلك سيدي مسعود بأولاد عيار بطول 17 كلم الرابط بين الوسلاتية والسبيخة وبكلفة مليون و100 الف دينار بسبب تخلي المقاول وهي الان بصدد إعادة الإعلان عن طلب العروض.
كما تعطلت تهيئة وتعبيد مسلك (المساكنية والجوابلية والخضاورية والفراحتية) بمعتمدية حفوز وتهيئة مسلك الدواينية الفجاجرية وإنشاء ممر قناة بالطريق المحلية وأشغال اصلاح منشأة مائية بالطريق المحلية بالعلا بكلفة جملية 1492.55 الف دينار. وسبب تعطيلها هو تلكؤ المقاولين بالرغم من التنبيه عليه في عدة مناسبات وهي تنتظر التفعيل أيضا.
بالقيروان عدة مشاريع للمسالك الفلاحية المعطلة وتتطلب التدخل الفوري لإعدادها قبل أمطار الخريف التي عادة ما تؤثر عليها فتقطعها وتجعلها غير سالكة مما يؤثر على سكان تلك الجهات ويجعل مناطقهم معزولة، فيفقدون حتى المواد الغذائية وتتعطل الحركة فيها حتى بالنسبة لتلاميذ المدارس والطلبة.
هذا الواقع تعرفه عديد المناطق الريفية بالقيروان. ونخص منها مسلك دوار الحاج عثمان بأولاد ليتيم (حاجب العيون) مازال ينتظر التفعيل نتيجة تلكؤ المقاول ايضا الى جانب وجود اشكالية في فتح كامل حوزة المشروع. ويعتبر التدخل لتهيئة مسالكها من الأولويات التي تدخل في مجال التنمية الجهوية، لكن مخطط تهيئة مسالكها مازال معطلا لحد الآن وهو أمر يبعث على التساؤل!
وفي هذا الجانب نشير إلى جملة الصعوبات التي يمكنها أن تنجر عن انسداد هذه المسالك التي تمثل شريانا حيويا بالنسبة لسكانها، خاصة إذا ما تذكرنا ما عاشه معظم سكان تلك الجهات خلال الشتاء الماضي، سواء من الوديان التي تخترق تلك الجهات أو من أكوام الثلوج التي تتكدس مثلما جرى في العلا في السنة الفارطة أو مما يحصل من قطع للطرقات نتيجة رداءة هذه المسالك.
إن تفعيل هذه المشاريع المعطلة بتهيئة جملة المسالك الفلاحية الذي تم إقرارها لا يتطلب التأخير، وهي تبقى من الأولويات القصوى خاصة أنه يتعلق بحياة مجموعات من السكان الذين تتوقف حياتهم اليومية ومجالات التنمية في ربوعهم على تلك المسالك الى جانب مسالك اخرى مازالت تنتظر برمجتها في قائمة المشاريع المقترحة لسنة 2013 كالمسلك الحيوي الرابط بين الحوامد وأولاد سعد والجبيل بالقيروان الجنوبية ومسلك الصعادلية ببوحجلة ومسلك الجلالطة بمرق الليل الى جانب تحسين طرقات كطريق بين سيدي علي بن سالم والقيروان.
فمتى يقتنع المقاولون بأهمية هذه المسالك وهل تعكف اللجان الخاصة على متابعة إنجاز هذه المشاريع والبت في الملفات المعطلة وإيجاد حلول لها خدمة للقطاع الفلاحي والمواطنين.