لا يزال مشكل العطش يضرب في كل مكان بجهة جندوبة وتكون نتائجه وخيمة على الانسان والنبات والحيوان بما يطرح أكثر من سؤال أولها ماذا استفادت الجهة من الثروة المائية التي تتميز بها وهل من حلول لانقاذ الأهالي من العطش؟ العطش في الأرياف يكتسي ضراوة أكثر بحكم كثرة الاستعمال ( الشراب التنظيف الغسيل سقي النبات والحيوان ) وكذلك بحكم تواضع منسوب مياه الحنفيات العمومية إن وجدت أو العيون الطبيعية والسيول المتأتية من الوديان والأنهار .فهذه السيول جفت وزادت من حجم المعاناة ورغم ما يجنح له بعض المواطنين بالأرياف من خلال حفر عميقة بالوديان والأودية لتجميع أكبر كمية من المياه لكنها سرعان ما تجف هي الأخرى فيكبر حجم المعاناة في البحث عن الماء للشرب وسقي الحيوانات والأشجار..الواقع يفترض إعادة النظر في مسألة توزيع الماء الصالح للشراب على كامل الجهة وهي مراجعة تشمل الكم والكيف وتضع في الاعتبار جدوى هذه الضرورة الحياتية عند المواطن عامة وسكان الأرياف خاصة .
سكان المناطق الريفية الذين يعانون عطشا من نوع خاص طال الزرع والضرع أكدوا ل «الشروق» أنهم لم ينالوا من الثروة المائية الهائلة التي تحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم غير الكوارث الجفاف صيفا والفيضانات شتاء والتي سببت نزوحا للسكان وكذلك سقوط منازل وتداعي أخرى للسقوط إضافة للأرواح البشرية الكثيرة بمختلف أرياف الجهة ممن جرفتهم السيول وفيضانات الوديان والأنهار لتزيد من حجم المعاناة والخوف من سطوة الطبيعة القاسية .
وأضاف سكان الأرياف المعطشة بأن إمكانية الانتفاع من الثروة المائية ( السدود البحيرات ) بالطريقة الخاصة يهدد هو الآخر بالخطر ذلك أن الغرق والوقوع في الأوحال على حافة البحيرات والسيول تهدد كل مقترب منها وبذلك صح المثل القائل « الكأس في يدي وأنا عطشان».