بخطى ثابتة يعمل خالد هويسة على التأثيث لمسيرة إبداعية متنوعة سلاحه في ذلك ما يختزنه من طاقات وطموحات نحو الأفضل والأرقى والأجمل. خالد هويسة كان لنا معه هذا اللقاء لنتوقف عند البعض من هواجسه الفنية. ما لا نعرفه عن خالد هويسة؟
بدايتي الفنية كانت بالمسرح انطلاقا من المرحلة الابتدائية ثم الثانوية حيث شاركت في عديد المسرحيات لتتوقف اثر ذلك المسيرة بعد ان اخترت الهجرة الى الخارج لمواصلة الدراسة. سنة 2005 عدت الى تونس لأنضم مباشرة الى ستوديو التياترو بإدارة المسرحي توفيق الجبالي وأصبحت أحد العناصر القارة فيه وقد كانت لي مشاركات في عديد التجارب المسرحية منها «مانيفاستو السرور» لعلي الدوعاجي (افتتاح مهرجان الحمامات الدولي 2010) و«عشق آباد» و«الخبز اليومي» وغيرها من الأعمال.
.. متى كان أول لقاء لك مع الكاميرا؟
أول لقاء لي مع الكاميرا كان سنة 2010 في فيلم «حكايات تونسية» لنادية حفيظ ثم كان فيلم الهروب لفتحي الدغري وجسّدت اثر ذلك دور المحقق في الشريط الذي أعدته قناة العربية حول فرار المخلوع بن علي عنوانه «الفرار من قرطاج» في اخراج لمديح بلعيد... وبداية هذا العام 2012 شاركت في فيلم محمد دمق الجديد (خميس عشية) الى جانب فتحي الهداوي وسوسن معالج وهو عمل مرشح للظهور أول مرة في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية... ومنذ فترة ليست بعيدة شاركت في عمل درامي تلفزيوني (يا اللي عيونك في السماء) بعد مشاركة في «مكتوب 3».
في شريط «يا اللي عيونك في السماء» كيف تقدم هذه المشاركة؟
اعتبرها مشاركة متميزة رغم ان العمل كان في حيز زمني قصير وقد اكتشفت في المخرج نجيب بالهادي محاورا جيدا دقيقا.. يهتم بالتفاصيل الدقيقة وسخّر التقنيات السينمائية المتطوّرة لإنجاز هذا العمل الذي اعتبره اضافة هامة ومعتبرة في الانتاج الدرامي التلفزيوني. في «مكتوب 3» كانت لك مشاركة ذات طابع خاص؟
بالفعل حيث جسّدت دور محام فاسد... وما شدّني في هذه الشخصية طريقة الاعداد لها حيث ان سامي الفهري أشرف على كل تفاصيلها وهذا ينطبق على كل الشخصيات حيث تم تركيز إدارة خاصة بالتمثيل.
حسب اعتقادك لماذا نجح «مكتوب» بأجزائه الثلاثة الى حد الآن؟
نجح «مكتوب» وشدّ الانتباه لأنه حسب اعتقادي أعطى منعرجا جديدا وخط نهجا منفردا باعتماد تقنيات متطوّرة فيها بحث وتجديد ثم ان المضمون المأخوذ من الواقع التونسي ولا غرابة في ذلك على اعتبار ان الطاهر الفازع هو صاحب السيناريو... وهو يتمتع بنظرة دقيقة للمجتمع التونسي. بهذه الصفة، هل من الضروري ان يكون ل «مكتوب» جزء رابع؟
لا إشكال في ذلك... وأذكر هنا ان عديد الانتاجات الدرامية العربية والأوروبية نجحت في كسب المشاهد على امتداد سنوات... وهذا أمر ايجابي.. وأعتقد ان المشاهد التونسي هو الذي فرض «مكتوب 4».
وأنت ستكون ضمن الممثلين في هذا الجزء؟
فعلا.. ولقد أمضيت عقدا في ذلك مع الجهة المنتجة وما يمكن التأكيد عليه ان الجزء الرابع ل «مكتوب» سيكون في ثلاثين حلقة.
خالد هويسة... كيف يبدو الوضع الثقافي اليوم في تونس؟
أؤكد على تفاؤلي باعتبار ان الشعب الذي قال لا خوف بعد اليوم والحرية التي استرجعها لا مجال للتفريط فيها بسهولة... وإزاء ما يتعرض له المبدعون من هرسلة... أرى ان الحكومة مطالبة بتطبيق القانون على الجميع... ما يؤلم حقا انه تم تحطيم النبوغ الاجتماعي ومن دور الحكومة اليوم العمل على كسب رهان المساواة بين مختلف الجهات في المجال الثقافي... ان من حق المبدع داخل البلاد ان تكون له فضاءات لممارسة ابداعه.. الجهات تزخر بالطاقات الابداعية الشابة على اعتبار ان الفنان ليس انسانا عاديا.
وبالنسبة الى خالد هويسة أقول إن طموحاتي كبيرة والفنان الصادق والمؤمن بنبل رسالته الابداعية مطالب بالعمل المتواصل والتضحية... باختصار أقول إن وزارة الثقافة مطالبة اليوم أكثر من اي يوم مضى بضرورة إعادة النظر في الثقافة.