أكدت موسكو مجددا رفضها للمسعى الامريكي الرامي الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد وحذرت في الوقت نفسه من مغبة ارتكاب أية «حماقات» حيال سوريا التي اتهمت دولا اقليمية بالتآمر عليها مشيرة الى وجود اسلحة اسرائيلية وغربية على اراضيها. وقال لافروف في تصريح لوكالة أنباء «نوفوستي» الإثنين، إنه سيلتقي نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، الذي بدأ أعماله بمدينة فلاديفوستوك الروسية الأحد، ويبحث معها الشأن السوري إضافة إلى جملة أمور أخرى.
هدف واحد
وأشار إلى أن روسياوالولاياتالمتحدة تصبوان إلى تحقيق الهدف الواحد في سوريا، وهو أن «تتحول سوريا لنظام ديمقراطي تعددي يمارسه السوريون بأنفسهم في حين تحترم جميع الدول الأخرى سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها»، ولكن تختلفان على كيفية تحقيق هذا الهدف.
وأوضح لافروف أن الولاياتالمتحدة تريد الوصول إلى الهدف المطلوب تحقيقه من خلال تنحية الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية من دون التنسيق مع السلطات السورية الحالية، في حين يتضمن الحل الذي تقترحه روسيا لإنهاء النزاع السوري وقف الطرفين السوريين المتنازعين «الحكومة والمعارضة» لإطلاق النار وتعيين المتفاوضين الذين يجب أن يقرروا جميع المسائل الأخرى بأنفسهم من دون تدخل الأطراف الخارجية.
وقال وزير خارجية روسيا إن التواجد الإنساني لروسيا في العالم لا يعكس قدراتها، مضيفا أنه «من الواضح أن تواجدنا الإنساني في العالم لا يساوي قدراتنا ونحن نلاحظ هذا بسهولة.. إننا نستعيد بشكل واسع مواقعنا التي خسرناها في تسعينات القرن السابق ونحن متخلفون جدا عن اللاعبين الدوليين في هذه المنطقة مثل الفرنكوفونيين، ومعهد جوته».
وتطرق إلى الحديث عن مرتبة القوات العسكرية الروسية في العالم، لافتا إلى أنها ليست بالمرتبة العاشرة عالمياً، مشيراً إلى وجود عدم توازن، فالولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا هم في المراتب الثلاث الأوائل.
وكان لافروف السبت الماضي في إشارة إلى الأزمة السورية، إنه «يجب أن يكون التدخل الخارجي إيجابيا.. ونصرّ على أن يستهدف تدخل الأطراف الخارجية إرغام الطرفين السوريين «الحكومة والمعارضة» على وقف العنف.
وقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا تعول على ألا يرتكب أحد «حماقات» حيال سوريا. وقال بوغدانوف في حديث لوكالة «ايتار تاس» اليوم، إن دمشق أكدت لروسيا أكثر من مرة، أن الأسلحة الكميائية في سوريا مؤمنة، وذلك من خلال الاتصالات على المستوى العالي وبيانات الحكومة السورية.
من جهة أخرى، ذكر نائب وزير الخارجية الروسي أنه سيجري اليوم الثلاثاء، مباحثات مع وفد معارضة الداخل برئاسة القيادي في تيار «طريق التغيير السلمي» المعارض فاتح جاموس
وأعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو تشاطر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا موقفه الرافض للتدخل الخارجي باستخدام القوة في سوريا.
وكتب غاتيلوف في صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن «المبعوث الدولي الإبراهيمي يستبعد التدخل الخارجي باستخدام القوة لتسوية النزاع في سوريا. ونحن نتفق معه، فليس هناك بديل لخطة أنان للسلام وبيان جنيف، إن اردنا تحقيق بدء الحوار السلمي في سوريا».
وكان الأخضر الإبراهيمي الذي حل محل كوفي عنان رسمياً في منصب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للتسوية السورية اعتباراً من يوم السبت الماضي قد شدد في أول يوم من مهمته على ضرورة وقف العنف في سوريا من قبل كافة الأطراف..
وأعرب المبعوث عن معارضته لفكرة إرسال قوات عربية أو دولية إلى سوريا، معتبرا أنه من السابق لأوانه الحديث عن مثل هذه الخطوات. كما أشار الإبراهيمي إلى أنه سيتوجه إلى دمشق في الوقت المناسب.
مؤامرة غربية
على صعيد آخر أشار وزير الاعلام السوري عمر الزعبي في حديث مفتوح مع ممثلي ومراسلي وسائل الاعلام المعتمدين في سوريا، الى ان «هناك على الارض اسلحة اسرائيلية وغربية ومعسكرات تدريب في الدول الاقليمية مؤكدا ان هذا الموضوع ليس سرا « فهم يعلنون عن ارسال السلاح والمقاتلين والتمويل».
واعتبر ان «عناصر المؤامرة على سوريا ظاهرة وواضحة وبادية وليست خافية على احد»، مشددا على ان «المطالب الاصلاحية لا تتحول الى عنف ولا الى قتال»». وأضاف الزعبي ان «من يريد الظهور على التلفزيون السوري فليأتي الى مبنى القناة، وسنقدم له الرأي المقابل بكل حرية وديمقراطية»، مؤكدا ان «المعارضة المسموح لها الظهور على التلفزيون السوري هي المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي، ليس فقط التدخل العسكري، بل الامداد بالسلاح والتي ترفض اختطاف المدنيين وابتزازهم والاعتداء على الجيش الوطني، والمعارضة التي لا تملي قطر والسعودية وتركيا والدولي الغربية عليها شيء، ولو اختلفنا معها في كل العناوين»، ورأى ان «المعارضة الوطنية هي التي لا تبرر حمل السلاح لاحد»، واعتبر ان «الذي يتصل بالاسرائيلي هو خائن، والذي يتلقى سلاحا اسرائيليا في مطار تركيا لا يعتبر معارضة وطنية».».
ورد الزعبي على الرئيس المصري محمد مرسي قائلا ان «الدم السوري في رقبته ورقبة السعودي والتركي والقطري»، وسأل «ما الفرق بين مصر حسني مبارك ومصر محمد مرسي، اين نظام مرسي من حصار غزة، واين هو من الغاز الذي تمده مصر الى اسرائيل، واين هو من اتفاقية «كامب دايفيد».
وشدد على ان «هناك قنوات شريكة في الدم السوري، خاصة عندما تكون الكاميرا جاهزة لتصوير المجازر والتفجيرات التي تحصل، ما يعني انها تعلم بالتفجيرات التي ستحصل».
وأكد ان «سوريا رحبت بالمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي وستقدم له اقصى حدود المساعدة، وستعمل لعدم وصول مهمة الابراهيمي الى حائط مسدود»، وشدد على ان «سوريا سترحب بأي مبادرة لا تمس مفهومي السيادة والامن الوطنيين»، موضحا ان «لسوريا مصلحة في نجاح مهمة الاخضر الابراهيمي، الا ان الكرة في ملعب قطرو السعودية وتركيا والولاياتالمتحدة، وعليهم ان يكفوا عن نقل السلاح وتمويل المسلحين ووقف التحريض الاعلامي، ووقف طائراتهم التي تحمل اسلحة وتحط في مطارات مجاورة كمطار بيروت الدولي وتحمل اسلحة ومناظير وغيرها».