تجددت المواجهات ليلة الثلاثاء بين جمع من أهالي دار شعبان الفهري على مستوى أحياء الغربي والمجدوب من جهة وحي سيدي عمر من جهة أخرى وهو ما استدعى تدخل الوحدات الأمنية في ساعة متأخرة باستعمال الغاز المسيل للدموع كالعادة في حين وقع الاستنجاد بوحدات مختصة من «الكومندوس» اضافة الى الجيش لتمشيط الأحياء المتنازعة بحثا عن عديد الوجوه المتورطة في أعمال عنف. «الشروق» انتقلت على عين المكان ورصدت تذمرات القاطنين على خط المواجهة ممن أصبحت أسطح ديارهم نقاطا لرمي الحجارة وقبلة لل«مولوتوف» وهو ما جعلهم يستهجنون التعاطي الأمني مع مظاهر الفوضى والانفلات فالصور المنشورة على الفايسبوك تفضح عديد الوجوه الحاملة للسيوف وقوارير البنزين أمام أعين رجال الامن دون تدخل رادع.
أحد المتساكنين قال ان الشرطة تتدخل في ربع الساعة الأخير في كل مواجهة ثم تنسحب تاركة الفضاء لزمرة من المنحرفين ليعيثوا في الارض فسادا متسائلا لماذا لا يتعزز الحضور الأمني على مدار الساعة لردع كل من يروم تأجيج الصراعات وتأصيل الفكر القبلي بين المتساكنين.
نفس الأسئلة الحارقة وجدناها لدى أغلب المتساكنين: لماذا لا يسارع الأمن بتمشيط النقاط الساخنة والبؤر المشبوهة؟ لماذا يستحيل على المرء مشاهدة دورية أمنية مترجلة او حضورا أمنيا بنقاط قارة في مدينة يقطنها نحو 50 ألف ساكن؟
لماذا لا تعالج الأسباب الأولى لظاهرة تفشي السرقات و«البراكاجات» ومظاهر التطاول على القانون بتنظيم حملات ضد الدراجات النارية المشبوهة وتقنين أنشطة المقاهي وتوقيت عملها والقضاء على معضلة الانتصاب الفوضوي الذي يرتدي لباس الأنشطة التجارية وما خفي من أنشطة موازية أعظم وأمر؟
نأمل للمرة المليون مراجعة سياسة الانتشار الأمني في ولاية نابل مع تفعيل أدائه بصفة مستمرة وفعالة والقطع مع التعاطي الاستثنائي والحضور المناسباتي الذي اتضح فشله.