تحرّكت عدّة أوساط سياسيّة وحزبيّة خلال اليومين الأخيرين لإدانة الفيلم المسيء للرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم والذي أثار موجة غضب عارمة في العالم الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية : لا لاستخدام مطية للاعتداء على مقدسات الشعوب
أدانت رئاسة الجمهورية بكل شدة الفلم المسيء للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بدأت في عرضه بعض دور السينما الأمريكية وتعتبر أنه يسيء إساءة بالغة لمشاعر المسلمين في كل أنحاء الأرض. واعتبرت رئاسة الجمهورية أن حرية التعبير الفني لا يجب أن تستخدم مطية للاعتداء على مقدسات الشعوب وأن مثل هذه الأعمال التي تسمى فنية إنما هي في الحقيقة بث للفتنة بين معتنقي الديانات المختلفة بصورة تتناقض مع طبيعة العلاقات التي يجب أن تسود بين الثقافات ذلك أنه لا يمكن لحق الرأي أن يتناقض مع الحق في السلام والكرامة والمعتقد وإنما عليه الدفاع عن كل هذه الحقوق. في الوقت نفسه فإن رئاسة الجمهورية تستنكر اعتماد بعض الأطراف لهذه الأعمال مبررا للقيام باعتداءات إرهابية ضد مواطني ومصالح أية دولة، وتعتبر أن رد الفعل القويم يكون بنشر صورة مغايرة عن رموزنا الثقافية تبين عظمتها وإضافاتها للبشرية وتقديم دعاوى قضائية ضد المعتدين عليها باسم حرية التعبير. ودعت رئاسة الجمهورية الهيئات والدول الإسلامية لبذل كل جهودها وبطريقة منسقة من أجل إقناع الدول التي تنتج فيها مثل هذه الأعمال بانعكاساتها السلبية على العلاقات بين الثقافات والأديان والحرص على أن يعم الاحترام المتبادل بين معتنقي كل الديانات.
حركة النهضة : جريمة عنصرية ومحاولة جديدة لإيقاع الفتنة بين الأديان
استنكرت حركة النهضة في بيان لها عرض «فيلم استفزازي فيه إساءة بالغة لرسول الرحمة والمحبة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم.» واعتبرت الحركة أنّ ذلك «جريمة عنصرية ومحاولة جديدة لإيقاع الفتنة بين الأديان تقوم به جهات لها مصلحة في إشعال الحروب والتقاتل وتغذية الكراهية والحقد عوضا عن الحوار والتعارف بين الشعوب والحضارات»، حسب تعبير البيان.
ودعا البيان إلى «جعل هذا الحادث مناسبة لتحقيق روح التآخي والتآلف حول رمز وحدة المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم» وإلى «عدم الاستجابة للاستفزاز وتعزيز روح التفاهم والعمل المشترك.»
المؤتمر من أجل الجمهورية : دعوة إلى مشروع معاهدة دولية لمنع الإساءة للأديان
أدان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية «عرض الفيلم المسيء لنبي يؤمن برسالته أكثر من مليار و نصف إنسان في العالم، موجودون في مختلف أصقاعه، فيهم من هو خير ممثل للحضارة التي ينتمي إليها و جوانبها المشرقة، ومن بينها التسامح، وفيهم من تبنى الأفكار المتطرفة دون أن يكون هناك ما يفيد كونهم كانوا أكثر انغلاقا أو تطرفا من غيرهم. وقال الحزب في بيان له «إن تعمد استفزاز المشاعر الدينية للغير يعد أمرا خطيرا يمس بالسلم داخل المجتمعات وقد يمس بالعلاقات الطيبة التي يجب أن تجمع بين مختلف الشعوب ولا يمكن تبريره بحرية التعبير التي تجيز مختلف المعاهدات الدولية وضع حدود لها عندما تكون هذه الحدود ضرورية في مجتمع ديمقراطي لحماية حقوق الغير ولغير ذلك من الحقوق الحرية بالحماية». ودعا المؤتمر «الحكومة التونسية للمبادرة صحبة بقية دول العالم الإسلامي بعرض مشروع معاهدة دولية تمنع كل الأعمال التي تنال من المشاعر الدينية لمعتنقي الديانات استفزازا مع مراعاة حق نقد الأديان والبحث العلمي الذين لا يهدفان للاستفزاز» كما دعا «سائر المسلمين إلى عدم الوقوع في الاستدراج والامتناع عن أي عمل عنيف قد يستغله البعض للإساءة لصورة المسلمين في العالم والاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في حلمه و قوله للجاهلين : سلاما».
وزارة الشؤون الخارجية : تأكيد على أهمية مبادئ التسامح والتفاهم والحوار بين الأديان والحضارات
أعربت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها عن تضامن تونس الكامل مع حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الهجوم الإرهابي الخطير الذي تعرض له مقر القنصلية الأمريكية ببنغازي، متقدمة بأصدق التعازي والمواساة إلى أسر الضحايا والشعب الامريكي الصديق. وقال البيان إن تونس إذ تؤكد على اهمية مبادئ التسامح والتفاهم والحوار بين الاديان والحضارات.. فانها تستنكر بشدة المحاولات الطائشة لبعض المتطرفين والغلاة المسيئة للأديان والمقدسات والتي تمس مشاعر المسلمين بل وكافة المؤمنين في العالم. وأضافت الخارجية في بيانها أن تونس بقدر حرصها على حماية المقدسات الدينية وعدم المساس بها فإنها تنبذ العنف بكل أنواعه وترفض بقوة كل أشكال التخريب والتحريض على القتل مهما كان مأتاه، وتذكر بان أخلاقيات الإسلام الحنيف والمواثيق والمعاهدات الدولية تشجب كل أشكال الإرهاب والتي تستهدف خاصة المدنيين الأبرياء.
حركة الشعب : دعوة إلى سحب الفيلم من دور العرض اعتبرت حركة الشعب أن الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم عدوان صارخ على مشاعر المسلمين في العالم وتعد على الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان داعية إلى سحبه من دور العرض والمواقع الافتراضية وتطلب من كل المتورطين في هذا العمل دولا ومنظمات وأفرادا الاعتذار للأمة العربية ولعموم المسلمين في العالم ودعت الحركة في بيانها الجماهير العربية وكافة المسلمين إلى التصدي إلى مثل هاته الأعمال المشينة مع الحفاظ على السلم الأهلي في أقطارها.