محمد بن علي بريك أصيل منطقة أولاد الشامخ عامل يومي والعائل الوحيد لأسرة وفيرة العدد تشكو من الفقر والخصاصة، ومما زاد في معاناتها استثناؤها منذ سنوات صحبة 4 عائلات أخرى من مشروع التزود بالمياه شمل 40 عائلة. مشروع «أولاد المنياوي» بمنطقة «أولاد الميساوي» من معتمدية أولاد الشامخ مخصص للتزود بالماء الصالح للشرب شمل 40 عائلة عن طريق المجلس الجهوي لولاية المهدية، وقد كان الأهالي ينتظرونه بفارغ الصبر لتجنب مشاق جلب الماء والتخلص من تكاليف جلب الماء.. من بينهم عائلة محمد بن بريك التي كانت تنفق قرابة 100 دينار شهريا لجلب الماء بواسطة الجرار، لكن «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ولم تكتمل الفرحة» يقول محمد «فقد تزودت 35 عائلة بالماء الصالح للشراب وانتهت معاناتها، في حين بقيت خمس عائلات من بينها عائلتي محرومة لتتواصل رحلة المعاناة والحرمان والشقاء بعد أن تعرض أحد الجيران سامحه الله وقام بغلق المسلك الفلاحي الوحيد الذي يصل إلى منازلنا، مع العلم أن العائلات التي وصلها الماء لا تبعد عن مقر سكناي مثلا إلا 300 متر فقط.. فما ذنب عائلاتنا وأطفالنا والعائلات المجاورة حتى يقع حرماننا من الماء رغم أن المشروع تم إحداثه ليشمل كل العائلات دون استثناء.
لقد تعبنا كثيرا، وتهنا بين أروقة المحاكم، ودفع تكاليف المحاماة من أجل الحصول على حقنا في التزود بالماء، إلا أن المسلسل مازال متواصلا إلى اليوم .. نحن لا نريد شيئا سوى الحصول على الماء الصالح للشرب، مع العلم أننا اتصلنا بعدة برامج تلفزية سابقا مثل «الحق معاك» و«الحقيقة» و«المسامح كريم» و«جاك المرسول»، لكن للأسف هذه البرامج خذلتنا، بل لقد قام فريق من برنامج «الحق معاك» بالتصوير معي غير أننا فوجئنا بالعدول عن بث الحلقة لأسباب غامضة واعتذرت أسرة البرنامج».
وأضاف «بعد الثورة عاد لنا الأمل بعد أن دبّ اليأس في قلوبنا واتصلنا بلجنة تقصي الحقائق وسردنا عليها قصة معاناتنا بالتفصيل فأبدوا تعاطفهم مع قضيتنا، واتصلوا ببلدية أولاد الشامخ وبالمسؤولين في الجهة، لكن بقيت دار لقمان على حالها».. منهيا حديثه بالقول: «أحلم أن تنصفنا الثورة وتحقق طموحنا بالتزود بالماء الصالح للشراب.. أوليس الماء هو الحياة !»