شكل التوقيت الجديد منذ انطلاق العمل به الاثنين الماضي جدلا كبيرا في صفوف الموظفين في مختلف المؤسسات العمومية الجهوية. «الشروق» زارت عددا من هذه المؤسسات واستطلعت آراء مختلف الأطراف فكان الرفض سيد الموقف ولم نسجل أية آراء إيجابية حول هذا الموضوع. والغريب في الأمر أنّ كلّ الأفكار أو أغلبها قد تطابقت في وجهات النظر والأسباب واحدة. السيدة خيرة البلطي موظفة بمكتب البريد ذكرت أنّ الأمور لم تعد واضحة حيث لم يعد العون عارفا بالتوقيت المطالب به للعمل خاصة وأن العمل بمركز البريد مسترسل كما انه يقع التناوب في الماضي على النافذة من قبل شخصين أما اليوم فيحضر الجميع ويؤدي واحد فقط عمله بينما يبقى الآخر متفرجا.. الموقف نفسه أعرب عنه السيد عادل البوسالمي موظف بمكتب البريد، وذكر أن هذا التوقيت قد أفرز صعوبة في التأقلم خاصة بالنسبة للولايات بعد ما شهد مركز البريد زيادة في الضغط وبالإضافة إلى نوعية خدماته العادية تعمل المراكز منذ مدة على استقبال عملة الحضائر وخاصة عمال المصانع الذين أصبحوا يتقاضون أجورهم صلب مكتب البريد فأصبح الضغط أكبر وأصبحت هناك انفلاتات أخلاقية من قبل المواطنين أضرت بالجانب النفسي للأعوان سيما السيدات اللواتي أصبحن سجينات لهذا العمل المضني طيلة يوم كامل مما لا يدع لهن فرصة العودة لتفقد أبنائهن في المدارس وفي رياض الأطفال وهي من أهم النقاط التي أزعجت عددا كبيرا من الموظفات خاصة المرضعات اللواتي يساندهن زملاؤهن وزميلاتهن في العمل ويرون في هذا النظام جورا على حقوق الأبناء. المواقف والأسباب تكاد تكون واحدة في كل مؤسسة نزورها حيث ذكرت السيدة فضيلة موظفة بالإدارة الجهوية للفلاحة أن هذا التوقيت قد يناسب العازبات الا أنه لا يتماشى ومصلحة الأمهات والآباء الذين تشغلهم أمور عائلية أخرى أهمها الأبناء اذ قد يتناسب هذا التوقيت مع سكان العاصمة ولكنه يهدد حياة سكان الجهات الذين قد يشكل غيابهم عن المنزل طيلة يوم كامل سببا في استغلال البعض هذا الغياب لسرقة المنازل والممتلكات كما أن الأبناء مهددون بالضياع وذلك إضافة إلى صعوبة العودة إلى المنزل لتناول وجبة الغداء وصعوبة ذلك في مراكز العمل البعيدة عن المطاعم والمقاهي. أما الإطارات والأعوان وكل الموظفين بمركز الولاية ومنهم الآنسة زينب الكوكي فقد أعربوا بشدة عن رفضهم لهذا التوقيت الجديد في العمل وقد كان الجميع في حالة من الاستياء وقد اكد اغلب العملة والموظفون وحتى الإطارات أنهم قد اتفقوا على إعداد عريضة تؤكد رفضهم واعتراضهم على هذا التوقيت مع طرح الأسباب والمآخذ ليقع إرسالها إلى الوزارة حتى تقع مراجعة هذا القرار الذي خلف منذ اليوم الأول من انطلاق العمل به تضايقا واستنفارا في نفوس الأغلبية من الإداريين. من جهته أفاد السيد نور الدين الهويملي وهو قيم عام بالمدرسة الإعدادية شارع الحبيب بورقيبة بباجة أن هذا التوقيت قد ينعكس سلبا خاصة على الأبناء الذين تتغيب أمهاتهم عن البيت طيلة اليوم كما أنه لا يناسب العديد من الأطراف ممن يعملون في التدريس ويقومون بمهام إدارية وذلك فضلا عن عدم ملاءمة توقيت العمل خاصة يوم الجمعة لمن يصلون «صلاة الجمعة» بالمساجد موضحا أنه قد كان من الأجدر بهذه الحكومة أن تستطلع آراء كل القطاعات دون إقصاءات وأن لا تكتفي بسبر الآراء لتقرر في مسألة حساسة مثل مسألة توقيت العمل.