منذ ان عبر الباجي قايد السبسي عن نيته في تكوين حركة نداء تونس ساندته عديد الشخصيات الدستورية والتي يعتبرها البعض من «مناضلي» التجمع المنحل اضافة الى خروج البعض من أحزابهم والالتحاق بالحركة. وفي المقابل رفض عديد الدستوريين فرادى او عبر احزابهم الحالية الانضمام لنداء تونس. فما هي أسباب ذلك واي علاقة للحركة بالحزب الدستوري الذي يقارب عمره المائة سنة ؟.
قال السيد فيصل التريكي رئيس الحزب الحر الدستوري التونسي ان من انضم الى حركة نداء تونس لم يعد منتميا الى العائلة الدستورية فنداء تونس حسب تعبيره ليس له مرجعية دستورية مضيفا «ان كان الباجي قايد السبسي دستوريا فلماذا لم يتزعم الاحزاب الدستورية سواء في جبهة او ائتلاف ويجددها وينظمها خاصة انه ابن العائلة الدستورية ويعترف بالفضل للزعيم بورقيبة في المكانة التي وصل اليها الى ان اصبح شخصية معروفة ومع ذلك فنحن نحترم السيد الباجي قايد السبسي».
كما قال التريكي انه من الصعب ترك احزابنا الدستورية والانضمام الى حزب متعدد التيارات والافكار ولا يتبنى الفكر الدستوري فنداء تونس لا مرجعية له ولا مبادئ ولا برامج الى حد الآن كما اعتبر تواجد بعض الدستوريين في صلبه سببه بحثهم عن العودة الى الاضواء بسرعة والحنين الى السلطة قائلا «بعض الدستوريين كالمسافر بدون زاد يمتطي اي قطار عكس الدساترة الحقيقيين الذين يريدون بلورة توجهات جديدة تضمن الانتقال الديمقراطي وتؤسس تونسالجديدة».
وقد قال السيد محمد جغام في اجابته عن هرولة بعض الدستوريين لنداء تونس «في البداية لا بد من التوضيح ان من التحق بنداء تونس هم بعض الاشخاص من الدستوريين فحسب ونداء تونس لم يستقطب اي حزب دستوري ونحن نعتبر ان هذا الحزب ليس دستوريا ولا علاقة له بالحركة الدستورية وان نلتقي مع الباجي قايد السبسي في انتمائه للفكر البورقيبي غير ان مرجعيتنا نحن دستورية وبورقيبيبة ومع احترامنا للعاملين مع سي الباجي فاننا نختلف معهم في الانتماء».
السيد محمد جغام اضاف كذلك ان العائلة الدستورية كحزب الوطن أو المبادرة قررت عدم الالتحاق بنداء تونس دون ان يعني ذلك والكلام له عدم الالتقاء مع نداء تونس في عديد المواقف والمحطات والمناسبات من اجل المصلح الوطنية قائلا «نداء تونس حزب قريب جدا منا ورئيسه له تجربة وماض سياسي مجيد والاهم في هذه الفترة الصعبة ان ننقذ البلاد من خلال جبهة واسعة لا تضم الدساترة ونداء تونس فقط بل كل القوى الراغبة في الخروج من الوضع المتردي، وفي المقابل اشار جغام انهم بصدد تكوين جبهة دستورية مائة بالمائة مفتوحة لكل العائلة الدستورية دون اقصاء لأي طرف.
كما كان حزب المبادرة قد أصدر مؤخرا توضيحا أكّد فيه عدم وجود أيّ مشاورات للالتحاق بحزب نداء تونس وأنّ حزب المبادرة على مسافة من هذا الحزب تماما كبقية الأحزاب السياسيّة الموجودة على الساحة موضحا ثقته في مساره السياسي وقدرته على تحقيق نجاحات أخرى تنضاف إلى ما أحرزه من نتائج مقبولة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2011.
الواضح أنّ الكتلة الدستوريّة أو التجمعيّة لم تحسم أمرها بعد بين التوجّه وقطع خطوات في تشكيل جبهة أو الالتحاق بحزب نداء تونس ، يذكر أنّ الباجي قائد السبسي قد دعا أمس الدساترة والتجمعيين إلى الالتحاق بنداء تونس مؤكّدا أنّ من أذنب طيلة العهد الماضي فإنّ أمره يجب أن يكون بيد القضاء والقضاء فقط ، وأوضح الباجي أهمية الدور الّذي لعبه الدستوريّون في بناء الدولة التونسيّة.
السيد منصور معلى الوزير السابق والمحسوب على العائلة الدستورية قال في هذا الاطار «كان على الباجي قايد السبسي الاعتراف علنا بانه دستوري وله مرجعية دستورية بورقيبية وكذلك بانتمائه الى التجمع بصفته رئيسا لمجلس النواب دون خوف او حسابات اذ ان تملصه من انتمائه هذا اعتبره الدساترة والتجمعيون «صفعة» منه لذلك هم مترددون في الانتماء الى حركة نداء تونس».
منصور معلى دعا الدساترة الى الانتماء الى حزب الباجي الذي هو من اتباع وورثة الخط البورقيبي مع تفادي ما وقع من أخطاء مضيفا: «الدساترة سيلتحقون ان آجلا او عاجلا بنداء تونس القادر على لم شملهم واستعادة تواجدهم على الساحة السياسية وهو الذي سيسهل مأموريتهم».