تسعى معارضة الخارج مشكلة في المجلس الوطني المتشكل في اسطنبول إلى توظيف الجلسات الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة قصد تحريض المجتمع الدولي على سوريا بالمطالبة بوضعها تحت الفصل السابع وبسحب عضويتها من المنتظم الأممي. أوضح مسؤول المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري المعارض محمد سرميني «أن جدول الأعمال الذي يحمله وفد المجلس إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة يتركز على نقطتين أساسيتين: أولاهما العمل والضغط على الدول المعنية والفاعلة لإصدار قرار بالتدخل في سوريا لوضع حد للعنف الحاصل تحت الفصل السابع، والسعي لتغيير الموقفين الروسي والصيني وبالتالي وضع حد للفيتو الذي يعطل عمل مجلس الأمن». لقاءات مع الأمريكان
وإذ وصف سرميني المهمة ب«الصعبة» إلا أنه ركز في حديث صحافي على أهمية اللقاءات التي ستعقد على هامش الاجتماعات الرسمية هناك، لافتا إلى لقاءات سيعقدها وفد المجلس مع عدد من المسؤولين الأمريكيين ومع معظم وزراء خارجية دول أصدقاء سوريا.
وتابع «سندعو إلى سحب عضوية النظام السوري من الأممالمتحدة باعتبار أن ما يقوم به بحق الشعب السوري يخالف مواثيق الأممالمتحدة، كما أن مندوبه هناك يمارس التشبيح السياسي والديبلوماسي ويزيف الحقائق». حسب زعمه .
في هذه الاثناء, كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن وجود مقاتلين أجانب يخوضون المعارك بجانب الجيش السوري الحر بعدة مدن سورية وخاصة منها مدينة حلب.
مقاتلون أجانب يتوافدون
وأوضحت الصحيفة أن معظم المقاتلين الأجانب جاؤوا من العراق واليمن وأفغانستان وتركيا والسعودية ومناطق نزاع أخرى، كما أن العديد منهم يحارب في الخطوط الأمامية من جبهات القتال الدائرة منذ أسابيع في مدينة حلب السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن مراسلها بسوريا التقى «أبو عمر الشيشاني» -وهو قائد مجموعة «الإخوة المهاجرون» - حيث كان يراقب الطريق بعد مقتل أحد مقاتلي الجماعة الذي عرف ب«التركي».
ونقلت عن الشيشاني قوله : «إن الجيش السوري الحر يسمح للأجانب بتكوين فرقهم الخاصة إذا أرادوا». ونسبت إلى مقاتل سعودي تأكيده بأنه وصل إلى سوريا عبر تركيا، وإنه سار بسهولة من تركيا إلى بلدة سورية حدودية ، مضيفا أنه انتقل من هناك إلى منطقة مليئة بالتلال وأشجار الزيتون، وأنه وصل أخيرا إلى معسكر لتدريب من وصفهم بالمجاهدين، مضيفا أن مقاتلا سوريا يدير معسكر التدريب استقبله هو ومجموعة أخرى من المقاتلين الجدد، وأنه جرى توزيعهم على وحدات قتالية مختلفة.
وتضيف الصحيفة البريطانية أن القدرات القتالية للمقاتلين الأجانب متفاوتة، وأن من بينهم من هو خبير ومتمرس في جبهات قتال سابقة في مناطق مختلفة حول العالم، وأن البعض الآخر يخوض القتال للمرة الأولى.
وتتوافق تسريبات صحيفة «الغارديان» بصفة كبيرة مع تسريبات صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية بان عشرات الملايين من الدولارات من الخارج تصرف على المعارضة السورية المسلحة لتدريبهم تحت اشراف قوات اجنبية لمحاربة القوات السورية والقيام بعمليات نوعية داخل سوريا.
وذكرت الصحيفة تحقيقاً لمراسلتها «روث شيرلوك» من محافظة «إدلب» السورية، حيث قامت المراسلة بجولة داخل أحد معسكرات تدريب ما يسمى ب «الجيش الحر»، ان «عشرات الملايين من الدولارات التي تقدمها بعض دول منطقة الشرق الاوسط لمسلحي وعناصر ما يسمى ب «الجيش الحر» أسهمت في تدريب هذه العناصر على القيام بعمليات نوعية تحت إشراف وتدريب عناصر سابقة في قوات أجنبية خاصة».
واعتبرت إن «أداء الجيش السوري الحر القتالي الذي كان يتسم بالفوضوي أصبح رفيع المستوى وزادت قدرة عناصره على مواجهة الجيش السوري النظامي». وذكرت الصحفية أن عمليات «تعبئة مقاتلين جدد تسير على قدم وساق».