أبرمت جامعة الزيتونة قبل أيام اتفاقية تعاون مع الجامعة الإسلامية بإسلام أباد (باكستان) بحضور رئيس الجامعة عبد الجليل سالم الهادي بن عباس. وتأتي هذه الاتفاقية في مرحلة تسعى الجامعة الزيتونية إلى القيام بدور محوري في الحياة الوطنية من خلال إعادة الاعتبار الى هذه الجامعة ضمن مشروع وطني كبير تقوده نخبة من ألمع شيوخ الجامعة الجدد برئاسة الدكتور عبد الجليل سالم ونائبه الدكتور هشام قريسة ومدير المعهد العالي لأصول الدين محمد الشتيوي ومدير المعهد العالي للحضارة الإسلامية محمد ونيس ورئيس مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان الحبيب العلاني.
هذا المشروع الذي سيتعزز بعد تجسيم مشروع المدينة الزيتونية بالمحمدية على مساحة تناهز 40 هكتارا يهدف حسب مراقبين إلى «قطع الطريق أمام التيارات الدينية المتطرفة وأمام المحاولات الرجعية لتدريس العلوم الشرعية بشكل لا يتماشى ومتطلبات الواقع».
وجاءت اتفاقية إسلام أباد بعد أيام من إبرام اتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة الزيتونة والجامعة الإسلامية العالمية بالمدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية بإشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور منصف بن سالم.
وتهدف تلك الاتفاقية إلى إنجاز مشاريع بحث مشتركة ودفع قطاع البحث العلمي والتدريس وتبادل الوثائق والمنشورات وتبادل الطلبة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه وتبادل الزيارات والإشراف المشترك على أطروحات الدكتوراه وتنظيم الندوات والتظاهرات.
وذكّر رئيس جامعة الزيتونة الدكتور عبد الجليل سالم على هامش توقيع تلك الاتفاقية بدور تونس الحضاري المهم في مجالات الفكر والعلوم الإسلامية والآداب ومحافظتها بفضل وحدتها المذهبية على نسيجها الثقافي والاجتماعي الموحد مشيرا إلى أن جامعة الزيتونة كانت مجرد كلية مهمشة خلال العهدين البائدين يعاني أساتذتها التضييق والاضطهاد واليوم أصبحت بفضل الثورة مقبلة على طور جديد.
وقد شهدت جامعة الزيتونة على امتداد العام الماضي عدة أنشطة وخطوات في اتجاه النهوض بدورها بدءا بتجديد هيئة رئاسة الجامعة ومؤسساتها عبر الانتخاب بين الأساتذة مرورا بتنظيم ندوة الدستور والشريعة بحضور الشيخين راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو حيث تم حسم الصراع حول تضمين مبدإ الشريعة في الدستور الجديد وصولا إلى تنظيم ندوة دولية حول تجديد الفقه السياسي الإسلامي بحضور عشرات من علماء المسلمين من مختلف الأقطار.