الوقائع كما جاءت على لسان بعض من سجن في هذه الأحداث هي أن رجال الأمن الموجودين في مركز الولاية آنذاك اشتهروا بالاعتداءات على المواطنين والأعراض الشيء الذي ولد حالة من الاحتقان الشديد لدى الأهالي. وهي القطرة التي أفاضت الكأس كانت عند إشهار أحد الأعوان سلاحه في وجه بعض الأهالي الذين أرادوا منعه من تحويل وجهة فتاة.
سخط الأهالي تحول من وقفة احتجاجية أمام مركز الشرطة العدلية إلى مظاهرات شعبية تمكن أعوان الأمن من تفريقها. العنف المفرط الذي واجه به الأمن جماهير مباراة كرة قدم بين اتحاد سليانة ونادي مكثر في اليوم الموالي كان سببا مباشرا في اندلاع الانتفاضة الشعبية التي استمرت لأربعة أيام لكن حالة الاحتقان ظلت ملازمة للأهالي وبدا عليهم السخط والغضب في طريقة تعاملهم مع الأمن.
تقارير الأمنيين لم تعجب لا رؤسائهم ولا سكان القصر الرئاسي فتمت فبركة عملية نوعية مرفقة بعدد هائل من التعزيزات الأمنية وأحداث عنف قام بها أعوان الأمن وبعض من أنصار الحزب الحاكم آنذاك, تتمثل في مداهمات لمقهى وبعض المحلات التجارية الخاصة ليتم في مرحلة لاحقة إيقاف كل من أدرج اسمه بالتقارير السابقة. كيلت التهم ل27 شخصا وكانت متنوعة كالتجمهر بالطريق العام والمشاركة في مظاهرات وصفت بالعدائية والاعتداء ضمن جمع غير مسلح على الأملاك وغيرها من التهم الكيدية التي زجت بأبناء الجهة في براثن السجون.