سنة 1977 رحل الشاعر مختار اللغماني بعد رحلة حياة قصيرة ترك خلالها مجموعة شعرية يمكن تصنيفها من ضمن الاعمال الشعرية المنخرطة في التجديد . انحاز اللغماني آنذاك الى أصوات الاحتجاج الطلابي والنقابي لكن شعره كان أعمق من الشعارات السياسية إذ بحث في التراث الشعري والفكري عن أصوات التجديد والاحتجاج الخلاق ورغم مضي سنوات طويلة على رحيل المختار اللغماني صاحب رائعة «أقسمت على انتصار الشمس» فلا أحد التفت اليه ولا الى شعره أو ربما مخطوطاته.
فهذا الشاعر الذي ينحدر من قرية الزارات الواحة الساحلية الرائعة لم يتذكره احد لا الدولة ممثلة في وزارة الثقافة في عهدي ما قبل الثورة ولا بعد الثورة كما تجاهلته كل الفصائل اليسارية رغم انخراطه المبكر فيها ولا الاتحاد العام التونسي للشغل ولا اتحاد الكتاب ولا نقابة كتاب تونس ولا رابطة الكتاب الاحرار ولا مندوبية الثقافة بقابس! فعلا ان النسيان الذي عاشه صاحب «أقسمت على انتصار الشمس» مثير للسؤال فهذا الشاعر الذي برز في سماء الشعر التونسي مثل نجمة سريعا ما انطفأت جدير بان ينفض عنه الغبار بإعادة طبع مجموعته الشعرية اليتيمة والنظر فيما يمكن ان يكون تركه من مخطوطات وبتنظيم ندوة تضعه في سياقه الشعري حتى يأخذ حقه الريادي في تجديد الشعر التونسي !
فهل ينفض الغبار في العام القادم عن مختار اللغماني بعد حوالي نصف قرن من رحيله ؟