عندما يتحرّر الفلسطيني من سجون الاحتلال الغاشم والمغتصب للأرض ويتحرّر التّونسي من الظلم ويلتقيان في ظل الربيع العربي، ينتج لقاؤهما إبداعا وشجنا وانتصارا لفلسطين وللمسجد الأقصى ويرسّخ هذا اللقاء الترابط المصيري والتاريخي ورابط الدم. المناسبة الذكرى 12 لانتفاضة الأقصى الفلسطينية وذكرى أحداث حمام الشطالتونسية 1 أكتوبر سنة 1985، والتي اختلطت فيها دماء اللاجئين الفلسطينيينبتونس بدماء 50 شهيدا تونسيا وما بينهما من روابط أحيتها الجمعية التونسيّة لدعم فلسطين يوم 22 سبتمبر،
تحت شعار «انتفاضة الأقصى بين ظلام السّلام وفجر الربيع العربي». بحضور فلسطينيوتونسي.
وانطلق الاحتفاء بورشة للفن التشكيلي شارك فيها شبان مبدعون رسموا «فلسطين» وشعارات الصّمود والمقاومة بأشكال مختلفة مؤكدين على حق العودة وعلى مساندتهم للأسرى.
الأسرى الفلسطينيون المحرّرون تيسير سليمان وموسى دودين وعبد الحكيم حنني، زاروا القيروان ونزلوا على أهلها ضيوفا مبجلين وتزامنا مع ذكرى أليمة وهي حادثة حمام الشطبتونس وقبل أن تقدم فرقة الكرامة أناشيد الشجن والحماسة، تحدّث الضيوف الفلسطينيون عن العلاقة النضالية والتاريخية بين الشعبين التونسيوالفلسطيني وتحدّثوا عن الرّبيع العربي وعن الثورة التّونسية التي فتحت أبواب الأمل لتحرير المسجد الأقصى.
حيث قدّم الأسير المحرر تيسير سليمان بعض التفاصيل والمعطيات عن التّهديدات التي تتعرض إليها مدينة القدس والحفريات التي تهدّد المسجد الأقصى والبلدات القديمة بالاندثار كما تحدّث عن «الأمراض القاتلة» التي يزرعها الاحتلال من خلال مناهج تربوية وتشجيع على التهجير والعنف والمضايقة وقالوا إن الاحتلال يسلبهم حقوقهم وأنه عليهم أن يقاتلوا من أجل حق التعليم وحق العمل وحق الزواج بسبب الموانع والحواجز التي يضعها الاحتلال.
وشدّد الضيوف الفلسطينيون على ضرورة توحد جميع القوى التونسية خصوصا والعربيّة عموما ضدّ الاحتلال الصّهيوني ومخطّطاته وأكّدوا على ضرورة نبذ الخلافات المذهبية والطائفية في تونس التي يسعى الصهاينة إلى نشرها في محيط شمال إفريقيا نظرا ليقينهم أن توحّد إرادة الشّعوب يهدّد «أمنهم القومي المزعوم». كما تحدث الضيوف عن تجاربهم ومعاناتهم في المعتقلات.
كما تحّدثوا عن تفاصيل المقاومة التي ترتكز إلى حد اللّحظة على وسائل بدائية وأسلحة عتيقة منها قتل جنود ومستوطنين صهاينة ببنادق تعود إلى سنة 1939 يتمّ توارثها جيلا بعد جيل. مؤكدين على أن اقوى سلاح لدى المقاومة هي الإرادة وحسن التنظيم والتطوع ووحدة الصف رغم الاختلافات الإيديولوجية.
كما تمّ الحديث عن الثّورات العربية وما بعثته من أمل لدى الفلسطينيين من أجل تحرير القدس، والذي يشترط حسب الأسرى، إرادة موحّدة وتجميع الوسائل والعدّة المناسبة.
وقد تفاعل الحاضرون من الطلبة وممثلون عن المجتمع المدني وأعضاء من المجلس التّأسيسي مع مداخلات الأسرى الفلسطينيين وتم رفع شعارات مساندة للقضية الفلسطينية ومندّدة بالكيان الصهيوني.