حرب سياسية جديدة تنضاف إلى الحروب التي تشق صف المعارضة السورية حيث شكل الاقتراح التركي بتولي فاروق الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية نقطة خلاف رئيسية بين قطبي المعارضة فيما وصفت دمشق الاقتراح بالدليل عن الارتباك التركي. حيث أعلن الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون، أن «المعارضة السورية موافقة أن يرأس نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حكومة انتقالية بغية حقن الدماء ووقف القتال في سوريا، في حال قبل الرئيس بشار الأسد فعليا التنحي عن الحكم». واستدرك غليون قائلا «لكني لا أعتقد أن الشرع الآن في هذا المنحى، أي أنه ليس قادرا على شغل هذا المنصب أو راغبا في شغله».
رفض
في المقابل , رفض رئيس – ما يسمى مجلس الأمناء الثوري السوري هيثم المالح، في تصريح لوكالة «الاناضول» اقتراح وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو ان يتولى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة الحكومة الانتقالية في سوريا بدلا من بشار الاسد، لكنه في نفس الوقت قال: «قد نقبل به إذا وافقت عليه كل أطياف المعارضة والشارع الثوري، فنحن مع الجماعة». حسب تعبيره. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قد صرح في وقت سابق من أمس الأول أن تركيا ترى في فاروق الشرع الشخصية السياسية الأنسب لرئاسة حكومة وطنية تؤمن المرحلة الانتقالية في البلاد.
أما في دمشق, فكان صوت الرفض للاقتراح التركي عاليا حيث أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أن «تركيا ليست السلطنة العثمانية»، مضيفاً أن «الخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس».
وأكد الزعبي في لقاء مع فاعليات شعبية أمس الاثنين أن «ما قاله اوغلو يعكس تخبطا وارتباكا سياسيا وديبلوماسيا لا يخفى على احد»، في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حول تسلم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رئاسة حكومة انتقالية في سوريا. وأوضح أن «على الحكومة التركية التوقف عن سياساتها التي أدت إلى الانخفاض الكبير لوزن تركيا النوعي»، مضيفاً «أنصح الحكومة التركية بالتخلي عن مهامها لصالح شخصيات يقبلها الشعب التركي». كما لفت إلى أن «على الحكومة التركية الحالية التوقف عن تدمير مستقبل شعبها».
بان كي مون قلق
وعلى وقع التصعيد السياسي والعسكري بين البلدين, حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من الوضع «بالغ الخطورة» على الحدود السورية التركية وذلك في افتتاح اول «منتدى عالمي للديمقراطية» في ستراسبورغ.
وقال بان كي مون امام مجلس اوروبا الذي جمع لهذا المنتدى اكثر من الف شخص من مسؤولين سياسيين وخبراء وناشطين، «ان الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأساوي. انه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة». واضاف ان «تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الازمة على لبنان امران بالغا الخطورة» وقال «مع اقتراب فصل الشتاء نحن بحاجة الى ان يلبي المانحون بمزيد من السخاء احتياجات السكان في داخل سوريا واللاجئين الذين يزيد عددهم عن 300 الف لاجئ في الدول المجاورة». والخميس الماضي وبعد مداولات طويلة بين الدول الغربية وروسيا، نشر مجلس الامن بيانا ندد فيه بقصف سوريا قرية تركية حدودية ودعا البلدين الجارين الى ضبط النفس.