تم يوم 25 سبتمبر 2012 غلق مصب الفضلات بمنطقة قلالة من جزيرة جربة وهو المصب الوحيد الذي يتم فيه تجميع الفضلات من كامل جربة. فغلق هذا المصب جاء اثر قرار اتخذته لجنة أهالي قلالة وهي لجنة تمثل كل متساكني المنطقة. المتساكنون طالبوا العديد من المرات بغلق مصب الفضلات لما سببه من أضرار على صحتهم اذ أصبح المصب يمثل خطرا كبيرا على كل متساكني المنطقة. وقد عقدت لجنة ممثلي أهالي قلالة منذ أواخر شهر أوت اجتماعا تقرر خلاله الدخول في اعتصام مفتوح نظرا لتواصل الأضرار الصحية والبيئية الناجمة عن المصب مؤكدين أن وزارة البيئة والوكالة التونسية للتصرف في النفايات لم يفيا تعهداتهما المضمنة بمحضر الاجتماع المنعقد بقصر الحكومة بالقصبة بتاريخ 13 أفريل 2012.
ورغم أن الاعتصام الذي كان مقررا ليوم 9 سبتمبر تم إلغاؤه من قبل لجنة ممثلي الأهالي بعدما قدمت لها وعود جديدة , لكن هذه الوعود لم تنفذ مرة أخرى وهو ما أدى الى الاعتصام يوم 25 سبتمبر وإغلاق المصب.
ولقد جاء في البيان الذي أصدرته لجنة ممثلي أهالي قلالة بأن غلق المصب الهدف منه وضع حد للأضرار الصحية الناجمة عنه والدفاع عن حق أبناء المنطقة والأجيال القادمة في محيط طبيعي سليم وذلك بعيدا عن أية تجاذبات سياسية. غلق مصب قلالة وأهالي الجهة بعدم دخول الشاحنات المحملة بالفضلات من مختلف مناطق الجزيرة أدى الى تجمع وتكدس هذه النفايات على شوارع مدن الجزيرة وداخل الأحياء السكنية وبالمنطقة السياحية.
ففي اليوم الثالث من غلق المصب تكدست كميات كبيرة من الفضلات بعد أن عجزت بلديات الجزيرة وخاصة حومة السوق وميدون عن ايجاد مكان لتجميع الفضلات. فاكتسحت هذه النفايات الأحياء السكنية والشوارع وهو ما جعل البعض لا يجد حلا سوى احراق تلك الفضلات. «الشروق» كان لها لقاء مع السيد المنجي بن عبد الله مدير النظافة ببلدية جربة حومة السوق والذي أكد على أن الحل الوحيد هو الاسراع بانجاز مشروع تخمير النفايات والتصرف فيها وهو مشروع يهم كامل الجزيرة وسيكون الانطلاق في البداية من معتمدية حومة السوق ليشمل بعد ذلك كامل مناطق الجزيرة. هذا المشروع تفوق كلفته المليوني دينار وتشارك في تمويله بلدية حومة السوق ومقاطعة اليورو الفرنسية والوكالة الألمانية للتعاون الفني.
وحسب ما ذكره مدير النظافة ببلدية حومة السوق فمن المنتظر أن تنطلق الأشغال مع بداية شهر جانفي من سنة 2013 ليصبح جاهزا مع أواخر نفس السنة. كما أكد السيد منجي بن عبد الله على ضرورة ايجاد سبل للتفاهم مع أهالي قلالة في انتظار أن يتم انجاز مشروع تخمير النفايات والتصرف فيها. ولقد أدى تجمع الفضلات خلال الأيام الأخيرة خاصة في مدينة حومة السوق الى حالة من الغضب بين متساكني المنطقة ولقد وصلت حالة الغضب بالبعض الى القاء الفضلات أمام مقر بلدية حومة السوق موجهين اللوم الى أعوان النظافة.
أحد أعضاء بلدية حومة السوق ذكر أن اللوم يجب أن يوجه الى والي الجهة والى وزارة البيئة والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات. وأمام تبادل التهم حول من المسؤول عن هذه الحالة الخطيرة التي تعيشها جزيرة جربة بعد أن أصبحت الفضلات تغزوها , فان المطلوب هو ايجاد الحلول العاجلة في انتظار انجاز مشروع التخمير.