ينظّم الحزب الجمهوري هذا السبت لقاء شعبيّا سيستضيف فيه حلفاء في الجبهة الانتخابية المزمع تشكيلها بين الأحزاب الوسطية استعدادا لانتخابات 2013. هذا اللقاء أثار جدلا كبيرا لجهة الأطراف المنظمة وكذلك لجهة المكان الذي يحتضنه. هذا اللقاء كان من المنتظر أن يشارك في تنظيمه كلّ من حزبي المسار الاجتماعي الديمقراطي الذي يتزعمه أحمد ابراهيم وحركة نداء تونس التي يتزعمها الوزير الاول السابق الباجي قايد السبسي وحامت حوله قصص كثيرة حول رفض السلطات الرسمية منح الثلاثي المعارض فضاء يليق بتجمهر قاعدتها. وقبل حلول موعد اللقاء راج خبر حول انسحاب حزبي المسار والنداء وأن 13 أكتوبر سيكون لقاء خاصا بأبناء الجمهوري.
بوجمعة الرميلي ومنذر بالحاج علي ممثلا حزب حركة نداء تونس استغربا لفظ «مقاطعة» اللقاء مؤكدين ل«الشروق» أنّ «نداء تونس لا يقاطع أصدقاءه». وفي الوقت الذي لمّح فيه بوجمعة الرميلي الى بعض الاشكاليات في ظروف التنظيم نفى بالحاج علي ذلك قائلا «الجمهوري هومنظّم هذا اللقاء الشعبي وليس هناك أيّ اشكال في التنظيم ونحن نتمنى لهذا الحزب الصديق التوفيق».
أمّا بالنسبة لحزب المسار أوضح عبد الجليل البدوي، الرجل الثاني في الحزب، أنّ المسار سيكون ضيفا في لقاء الجمهوري وسيلقي كلمة قائلا «منظموهذا اللقاء هم الحزب الجمهوري ونحن لسنا طرفا منظما كما أننا لن نقاطعه».
وأجاب ردّا على سؤالنا حول مدى تقدّم المحادثات بين الحزبين والمتعلقة بالانصهار في كيان حزبي واحد «المفاوضات متقدمة سواء بالتوحّد أو بتشكيل جبهة سياسيّة واحدة».
وللتذكير نشير الى أنّ كلمة أحمد ابراهيم في افتتاح المؤتمر الخامس للحزب الديمقراطي التقدمي الذي أفضى في أفريل 2012 الى ولادة الحزب الجمهوري بعد توحّد الديمقراطي التقدمي وآفاق تونس والحزب الجمهوري لاقت تصفيقا وهتافات عالية بعد أنّ لمّح صاحبها الى الانصهار مع الحزب الجديد. وكان من المنتظر أن يتم الانصهار لاحقا لكن ذلك تأجّل ربّما إلى «ما بعد 23 أكتوبر 2012» بحسب ما ذكره الامين العام التنفيذي للجمهوري ياسين إبراهيم.
ياسين ابراهيم أكّد ل«الشروق» أنّ «الجمهوري كان بودّه أن يكون لقاء السبت ثلاثيّا لكن التعطيلات الادارية حالت دون ذلك بعد ان تعذّر الحصول على فضاء يليق باللقاء».
وأكّد ياسين ابراهيم أنّ حزبه تقدّم بطلب رسمي لتنظيم لقائه في القبّة الرياضيّة بالمنزه، على عكس ما جاء في بيان وزارة الرياضة، قائلا «هناك فعلا تعطيلات فنحن لم نتقدّم للوزارة بشكل مباشر لكننا تقدّمنا بالمطلب الى الادارة المشرفة على القبّة لكننا تلقينا رفضا بذريعة أن هناك أشغالا داخلها فتوجهنا الى قصر المعارض بالكرم ولاقينا ذات الاجابة ويمكن تفهّم تخوفات المسؤولين على هذه الفضاءات فهم ينظرون الى موعد 23 أكتوبر بتخوّف».
وحول ضيوف هذا اللقاء قال ابراهيم «نداء تونس سيكون ضيفا في هذا اللقاء فهومن الاحزاب الوسطية الجديدة التي هي بصدد تركيز هياكلها وجامعاتها وله شعبيّة كبيرة».
كما أوضح محدثنا أن لقاء السبت الذي ينظمه الجمهوري بحضور حلفائه السياسيين سيكون الهدف منه ابراز موقف الحزب وحلفائه ومقترحاتهم حول الخارطة السياسية للمرحلة القادمة من ذلك شكل النظام السياسي الذي ستبنى عليه الجمهورية الثانية.
وفيما يتعلّق بالتوحّد مع المسار قال ياسين ابراهيم «نحن في نقاش مستمر مع أصدقائنا في المسار وقد بدأ تقاربنا منذ شهر أفريل 2012 أثناء المؤتمر التأسيسي للجمهوري وسيتم لاحقا إعلان هذا التوحّد لكن الأولويّة متجهة نحو وضع خارطة طريق للأجندا السياسية للمرحلة القادمة وبالتالي قد يكون الاعلان الرسمي حول خطوتنا المشتركة بعد 23 أكتوبر أمّا بالنسبة لنداء تونس الانصهار غير مطروح لكن نحن نلتقي أسبوعيا وقد التقينا مساء أمس (مساء الاربعاء) للتحاور حول تعديل مواقفنا فيما يتعلّق بمبادرة الاتحاد والجمهوري وتصورنا منصهر مع مبادرة الاتحاد ونتمنى النجاح التام لهذه المبادرة الوطنية الهامة يوم 16 أكتوبر الجاري.