اعترضت المقاتلات التركية الليلة قبل الماضية طائرة ركاب سورية كانت قادمة من موسكو مدعية أنها كانت تحمل أسلحة إلىدمشق قبل إخلاء سبيلها فيما طالبت روسيا من أنقرة تبريرا لاعتراضها الطائرة مؤكدة أنها لم تكن تحمل أسلحة. وطالبت الحكومة السورية أمس السلطات التركية بإعادة باقي محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة بعد أن صادرتها القوات التركية .
وأضافت في بيانها أن «من الضرورة هنا توضيح حقيقة أن كامل محتويات الطائرة المدنية السورية مدرجة أصولا على بوليصة الشحن النظامية ومدرجة بكامل تفاصيلها على بيان حمولة الطائرة ولم تحمل الطائرة أي نوع من أنواع الأسلحة أو أية بضائع محرمة وهذا يتوافق مع السمعة الدولية النظيفة والمعترف بها دوليا لمؤسسة الطيران العربية السورية».
وقالت «فيما قد تكون هناك نصوص عامة لقوانين واتفاقيات دولية تتيح للدولة تفتيش الطائرات العابرة لأجواء تلك الدولة إلا أن المشكلة تكمن في الخرق الفاضح للحكومة التركية لهذه القوانين والمعاهدات عبر إجبار الطائرة عسكرياً على الهبوط رغم عدم رفض الطيار لتعديل مسار الرحلة ما عرّض سلامة الطائرة والركاب للتهديد عبر هذا الظهور المفاجئ للطائرات العسكرية دون أي مبرر أو سابق إنذار بالإضافة لاحتجاز الركاب المدنيين لساعات طويلة بشكل غير إنساني وإساءة معاملة طاقم الطائرة.
سوريا أيضا , اتهم وزير النقل السوري محمود سعيد تركيا «بالقرصنة الجوية» بعد أن أجبرت مقاتلات تركية طائرة ركاب سورية على الهبوط أثناء رحلة من روسيا إلى دمشق.
ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن سعيد قوله إن هذه الخطوة تتنافى مع معاهدات الطيران المدني. وقال مسؤولون أتراك إنهم اشتبهوا في أن الطائرة تحمل معدات عسكرية وإنهم صادروا جزءا من شحنتها. بدوره , زار رياض حداد السفير السوري لدى روسيا أمس مبنى وزارة الخارجية الروسية بعد حادثة الطائرة المدنية السورية التي أرغمتها السلطات التركية على الهبوط بغية تفتيشها.
وغادرت سيارة السفير السوري مبنى الخارجية عند الساعة الواحدة من بعد ظهر أمس بتوقيت موسكو.
وكانت مقاتلات تركية قد اعترضت مساء يوم الأربعاء طائرة «ايرباص 320» التابعة للخطوط الجوية السورية وارغمتها على الهبوط في مطار أنقرة. وأعلن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن قرار احتجاز الطائرة جاء بعد تسلم السلطات التركية لمعلومات تشير الى وجود حمولة «لا تستجيب لقواعد النقل المدني» علن الطائرة السورية التي كانت تعود الى دمشق من موسكو.
وطالبت وزارة الخارجية الروسية الليلة قبل الماضية من تركيا إيضاحات بشأن إجبار الطائرة السورية التي كانت في طريقها من موسكو الى دمشق، على الهبوط في أراضيها. واستدعت الخارجية التركية أمس السفير الروسي في أنقرة للتباحث حول الطائرة السورية المعترضة.
معدات لكشف العبوات الناسفة
ولم يتم بعد تحديد الحمولة المحتجزة من الطرف التركي إلا أن مصادر في قناة المنار اللبنانية التابعة ل«حزب الله» أشارت إلى أنها تتمثل في معدات لكشف العبوات الناسفة فقط نافية أن تكون أسلحة .
وعقب اعتراض طائرة الركاب السورية أمرت أنقرة طائراتها المدنية بخروج المجال الجوي السوري معممة عليها أمرا بتعليق الطيران نهائيا فوق المجال الجوي. وفي وقت لاحق أوردت قناة تلفزيونية تركية أن أنقرة وجهت مذكرة احتجاج إلى سوريا على خلفية حادثة الطائرة .
ويبدو أن الحادث ستكون له تداعيات كبيرة ليس فقط على الجانبين السوري التركي وإنما أيضا على الجانب الروسي الذي تتهمه أنقرة بدعم النظام السوري. حيث زعم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان الطائرة كانت تقلّ ذخائر تابعة لوزارة الدفاع الروسية.